إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1298 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن


1298
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

وقال أبو القاسم البغوي‏:‏ حدثنا محمد بن هارون، أبو بكر، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي، وعلي بن الحسن الرازي قالا‏:‏ ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني، ثنا عطاء بن مسلم، ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال‏:‏ سمعت أنس بن الحارث يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏إن ابني- يعني‏:‏ الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره‏)‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين‏.‏

قال‏:‏ ولا أعلم رواه غيره‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا شراحيل بن مدرك، عن عبد الله بن يحيى، عن أبيه‏:‏ أنه سار مع علي - وكان صاحب مطهرته - فلما جاؤوا نينوى وهو منطلق إلى صفين‏.‏

فنادى علي‏:‏ اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله، بشط الفرات‏.‏

قلت‏:‏ وماذا تريد‏؟‏

قال‏:‏ دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت‏:‏ ما أبكاك يا رسول الله‏؟‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏بلى، قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات‏)‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ فقال‏:‏ هل لك أن أشمك من تربته‏؟‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا‏)‏‏)‏‏.‏ تفرد به أحمد‏.‏

وروى محمد بن سعد‏:‏ عن علي بن محمد، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن عامر الشعبي، عن علي مثله‏.‏

وقد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن علي بن أبي طالب أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل، وهو ذاهب إلى صفين، فسأل عن اسمها، فقيل‏:‏ كربلاء‏.‏

فقال‏:‏ كربٌ وبلاء‏.‏

فنزل فصلى عند شجرة هناك ثم قال‏:‏ يقتل ههنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة، يدخلون الجنة بغير حساب -وأشار إلى مكان هناك - فعلّموه بشيء فقتل فيه الحسين‏.‏

وقد روي عن كعب الأحبار آثار في كربلاء‏.‏

وقد حكى أبو الجناب الكلبي وغيره‏:‏ أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن‏:‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/218‏)‏

مسح الرسول جبينه * فله بريقٌ في الخدود

أبواه من عليا قريشٍ * جده خير الجدود

وقد أجابهم بعض الناس فقال‏:‏

خرجوا به وفداً إليـ*ـه فهم له شر الوفود

قتلوا ابن بنت نبيهم * سكنوا به ذات الخدود

وروى ابن عساكر‏:‏ أن طائفة من الناس ذهبوا في غزوة إلى بلاد الروم، فوجدوا في كنسية مكتوباً‏:‏

أترجو أمةٌ قتلت حسيناً * شفاعة جده يوم الحساب‏؟‏

فسألوهم من كتب هذا‏؟‏

فقالوا‏:‏ إن هذا مكتوب ههنا من قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة سنة‏.‏

وروي‏:‏ أن الذين قتلوه رجعوا فباتوا وهم يشربون الخمر والرأس معهم، فبرز لهم قلم من حديد فرسم لهم في الحائط بدم هذا البيت‏:‏

أترجو أمةٌ قتلت حسيناً * شفاعة جده يوم الحساب‏؟‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الرحمن وعفان، ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس‏.‏

قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام نصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم، فقلت‏:‏ بأبي وأمي يا رسول الله، ما هذا‏؟‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم‏)‏‏)‏‏.‏

قال عمار‏:‏ فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل في ذلك اليوم‏.‏

تفرد به أحمد، وإسناده قوي‏.‏

وقال ابن أبي الدنيا‏:‏ حدثنا عبد الله بن محمد بن هانىء أبو عبد الرحمن النحوي، ثنا مهدي بن سليمان، ثنا علي بن زيد بن جدعان‏.‏

قال‏:‏ استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال‏:‏ قتل الحسين والله‏.‏

فقال له أصحابه‏:‏ لِمَ يا ابن عباس‏؟‏

فقال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زجاجة من دم‏.‏

فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏أتعلم ما صنعت أمتي من بعدي‏؟‏ قتلوا الحسين وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إلى الله‏)‏‏)‏‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق