1298
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن
وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون، أبو بكر، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي، وعلي بن الحسن الرازي قالا: ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني، ثنا عطاء بن مسلم، ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن ابني- يعني: الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره)).
قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين.
قال: ولا أعلم رواه غيره.
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، ثنا شراحيل بن مدرك، عن عبد الله بن يحيى، عن أبيه: أنه سار مع علي - وكان صاحب مطهرته - فلما جاؤوا نينوى وهو منطلق إلى صفين.
فنادى علي: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله، بشط الفرات.
قلت: وماذا تريد؟
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت: ما أبكاك يا رسول الله؟
قال: ((بلى، قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات)).
قال: فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟
قال: ((فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا)). تفرد به أحمد.
وروى محمد بن سعد: عن علي بن محمد، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن عامر الشعبي، عن علي مثله.
وقد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن علي بن أبي طالب أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل، وهو ذاهب إلى صفين، فسأل عن اسمها، فقيل: كربلاء.
فقال: كربٌ وبلاء.
فنزل فصلى عند شجرة هناك ثم قال: يقتل ههنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة، يدخلون الجنة بغير حساب -وأشار إلى مكان هناك - فعلّموه بشيء فقتل فيه الحسين.
وقد روي عن كعب الأحبار آثار في كربلاء.
وقد حكى أبو الجناب الكلبي وغيره: أن أهل كربلاء لا يزالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن:
(ج/ص: 8/218)
مسح الرسول جبينه * فله بريقٌ في الخدود
أبواه من عليا قريشٍ * جده خير الجدود
وقد أجابهم بعض الناس فقال:
خرجوا به وفداً إليـ*ـه فهم له شر الوفود
قتلوا ابن بنت نبيهم * سكنوا به ذات الخدود
وروى ابن عساكر: أن طائفة من الناس ذهبوا في غزوة إلى بلاد الروم، فوجدوا في كنسية مكتوباً:
أترجو أمةٌ قتلت حسيناً * شفاعة جده يوم الحساب؟
فسألوهم من كتب هذا؟
فقالوا: إن هذا مكتوب ههنا من قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة سنة.
وروي: أن الذين قتلوه رجعوا فباتوا وهم يشربون الخمر والرأس معهم، فبرز لهم قلم من حديد فرسم لهم في الحائط بدم هذا البيت:
أترجو أمةٌ قتلت حسيناً * شفاعة جده يوم الحساب؟
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن وعفان، ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس.
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام نصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، ما هذا؟
قال: ((هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم)).
قال عمار: فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل في ذلك اليوم.
تفرد به أحمد، وإسناده قوي.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا عبد الله بن محمد بن هانىء أبو عبد الرحمن النحوي، ثنا مهدي بن سليمان، ثنا علي بن زيد بن جدعان.
قال: استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال: قتل الحسين والله.
فقال له أصحابه: لِمَ يا ابن عباس؟
فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زجاجة من دم.
فقال: ((أتعلم ما صنعت أمتي من بعدي؟ قتلوا الحسين وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إلى الله)).
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق