إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 مارس 2015

1398 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير



1398

  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير

وحكى أبو عبد الله نحو هذا، وقد تقدم أن معاوية لما مات وجاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة انشمر منها ابن الزبير والحسين بن علي فقصدا مكة فأقاما بها، ثم خرج الحسين إلى العراق، وكان من أمره ما تقدم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/373‏)‏

وتفرد بالرياسة والسؤدد بمكة ابن الزبير، ولهذا كان ابن عباس ينشد‏:‏

يالك من قنبرةٍ بمعمري * خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري

يعرض بابن الزبير‏.‏

وقيل‏:‏ إن يزيد بن معاوية كتب إلى ابن الزبير يقول‏:‏ إني قد بعثت إليك بسلسلة من فضة وقيد من ذهب وجامعة من فضة، وحلفت لتأتيني في ذلك فأبر قسمي ولا تشق العصا‏.‏

فلما قرأ كتابه ألقاه من يده وقال‏:‏

ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى تلين لضرس الماضع الحجر

فلما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد من بعده قريباً، استفحل أمر عبد الله بن الزبير جداً، وبويع له بالخلافة في جميع البلاد الإسلامية، وبايع له الضحاك بن قيس بدمشق وأعمالها، ولكن عارضه مروان بن الحكم في ذلك وأخذ الشام ومصر من نواب ابن الزبير‏.‏

ثم جهز السرايا إلى العراق، ومات وتولى بعده عبد الملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير بالعراق وأخذها‏.‏

ثم بعث إلى الحجاج فحاصر ابن الزبير بمكة قريباً من سبعة أشهر حتى ظفر به في يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين‏.‏

وكانت ولاية ابن الزبير في سنة أربع وستين، وحج بالناس فيها كلها، وبنى الكعبة في أيام ولايته كما تقدم، وكساها الحرير، وكانت كسوتها قبل ذلك الأنطاع والمسوح‏.‏

وكان ابن الزبير عالماً عابداً، مهيباً وقوراً، كثير الصيام والصلاة، شديد الخشوع، جيد السياسة‏.‏

قال أبو نعيم الأصبهاني‏:‏ حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، ثنا أبو عاصم، عن عمر بن قيس‏.‏

قال‏:‏ كان لابن الزبير مائة غلام يتكلم كل غلام منهم بلغة غير لغة الآخر، وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته، وكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت‏:‏ هذا رجل لم يرد الله والدار الآخرة طرفة عين، وإذا نظرت إليه في أمر آخرته قلت‏:‏ هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين‏.‏

وقال الثوري‏:‏ عن الأعمش، عن أبي الضحى قال‏:‏ رأيت على رأس ابن الزبير من المسك ما لو كان لي كان رأس مال‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/374‏)‏

وكان يطيب الكعبة حتى كان يوجد ريحها من مسافة بعيدة‏.‏

وقال ابن المبارك‏:‏ عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه قال‏:‏ دخل ابن الزبير على امرأته بنت الحسن فرأى ثلاثة مثل - يعني‏:‏ أفرشة - فقال‏:‏ هذا لي، وهذا لابنة الحسن، وهذا للشيطان، فأخرجوه‏.‏

وقال الثوري‏:‏ عن عبد الله بن أبي بشير، عن عبد الله بن مساور‏.‏

قال‏:‏ سمعت ابن عباس يعاتب ابن الزبير على البخل ويقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏ليس بالمؤمن من يبيت شبعان وجاره إلى جنبه جائع‏)‏‏)‏‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق، ثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، عن عثمان بن عفان‏.‏

قال‏:‏ قال له عبد الله بن الزبير حين حصر‏:‏ إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تتحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك‏؟‏

قال‏:‏ لا‏!‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏يلحد كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل أوزار الناس‏)‏‏)‏‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق