إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 مارس 2015

1399 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير


1399
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير

وهذا الحديث منكر جداً وفي إسناده ضعف، ويعقوب هذا هو القمي وفيه تشيع، ومثل هذا لا يقبل تفرده به، وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله بن الزبير، فإنه كان على صفات حميدة، وقيامه في الإمارة إنما كان لله عز وجل‏.‏

ثم هو كان الإمام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشد من مروان بن الحكم، حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمة عليه، وقامت البيعة له في الآفاق وانتظم له الأمر والله أعلم‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا إسحاق بن سعيد، ثنا سعيد بن عمرو قال‏:‏ أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير وهو في الحجر جالس فقال‏:‏ يا ابن الزبير، إياك والإلحاد في حرم الله، فإني أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏يحلها وتحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها‏)‏‏)‏‏.‏

فانظر أن لا تكونه‏.‏

فقال له‏:‏ يا ابن عمر، فإنك قرأت الكتب وصحبت النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فإني أشهد أن هذا وجهي إلى الشام مجاهداً‏.‏

وهذا قد يكون رفعه غلطاً، وإنما هو من كلام عبد الله بن عمر، وما أصابه من الزاملتين يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب، والله أعلم‏.‏

وقال وكيع‏:‏ عن الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حبشي الكناني، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي‏.‏

قال‏:‏ ليحرقن هذا البيت على يدي رجل من آل الزبير‏.‏

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة‏:‏ عن يحيى بن معين، عن أبي فضيل، ثنا سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري قال‏:‏ قال ابن الحنفية‏:‏ اللهم إنك تعلم أني كنت أعلم مما علمتني أن ابن الزبير لا يخرج منها إلا قتيلاً يطاف برأسه في الأسواق‏.‏

وقد روى الزبير بن بكار‏:‏ عن هشام بن عروة قال‏:‏ إن أول ما فصح به عبد الله بن الزبير وهو صغير السيف، فكان لا يضعه من فيه‏.‏

وكان الزبير إذا سمع ذلك منه يقول له‏:‏ أما والله ليكونن لك منه يوم ويوم وأيام‏.‏

وقد تقدم كيفية مقتله، وأن الحجاج صلبه على جذع فوق الثنية، وأن أمه جاءت حتى وقفت عليه فدعت له طويلاً ولا يقطر من عينها دمعة ثم انصرفت، وكذلك وقف عليه ابن عمر فدعا له وأثنى عليه ثناء كثيراً جداً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/375‏)‏

وقال الواقدي‏:‏ حدثني نافع بن ثابت، عن عبد الله مولى أسماء قال‏:‏ لما قتل عبد الله خرجت إليه أمه حتى وقفت عليه وهي على دابة، فأقبل الحجاج في أصحابه، فسأل عنها فأخبر بها، فأقبل حتى وقف عليها فقال‏:‏ كيف رأيت نصر الله الحق وأظهره‏؟‏

فقالت‏:‏ ربما أديل الباطل على الحق وأهله، وإنك بين فرثها والجنة‏.‏

فقال‏:‏ إن ابنك ألحد في هذا البيت، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ‏[‏الحج‏:‏25‏]‏ وقد أذاقه الله ذلك العذاب الأليم‏.‏

قالت‏:‏ كذبت، كان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة، وسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحنكه بيده وكبر المسلمون يومئذ حتى ارتجت المدينة فرحاً به، وقد فرحت أنت وأصحابك بمقتله، فمن كان فرح يومئذ بمولده خير منك ومن أصحابك‏.‏

وكان مع ذلك براً بالوالدين صواماً قواماً بكتاب الله، معظماً لحرم الله، يبغض من يعصى الله عز وجل، أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم لسمعته يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏يخرج من ثقيف كذاب ومبير‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏(‏‏(‏سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير‏)‏‏)‏، فانكسر الحجاج وانصرف‏.‏

فبلغ ذلك عبد الملك فكتب إليه يلومه في مخاطبته أسماء، وقال‏:‏ مالك ولابنة الرجل الصالح‏؟‏

وقال مسلم بن الحجاج في ‏(‏صحيحه‏)‏‏:‏ ثنا عقبة بن مكرم، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، أنبأنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل‏.‏

قال‏:‏ رأيت عبد الله بن الزبير على ثنية الحجون مصلوباً فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال‏:‏ السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا‏.‏

أما والله إن كنت ما علمتُ صواماً قواماً وصولاً للرحم، أما والله لأمة أنت شرها لأمة خير، ثم بعد عبد الله بن عمر‏.‏

فبلغ الحجاج وقوف ابن عمر عليه وقوله ما قال، فأرسل إليه فأنزله عن جذعه وألقي في قبور اليهود‏.‏

ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك من قرونك‏.‏

فأبت وقالت‏:‏ والله لا آتيه حتى يبعث إليّ من يسحبني بقروني‏.‏

فقال الحجاج‏:‏ أروني سبتيتي فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال‏:‏ كيف رأيتيني صنعت بعد والله‏؟‏

قالت‏:‏ رأيتك فسدت عليه دنياه، وأفسدت عليك آخرتك، بلغني أنك تقول‏:‏ يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا أخالك إلا إياه‏.‏

قال‏:‏ فقام عنها ولم يراجعها‏.‏ انفرد به مسلم‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق