إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 31 مارس 2015

1450 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء التاسع وممن توفي في هذه السنة من الأعيان عبد الله بن جعفر بن أبي طالب


1450

البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء التاسع

 وممن توفي في هذه السنة من الأعيان

 عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

ولد بأرض الحبشة وأمه أسماء بنت عميس، وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وفاة، سكن المدينة، ولما استشهد أبوه جعفر بمؤتة ‏(‏‏(‏أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمهم فقال‏:‏ ائتوني ببني أخي، فأتي بهم كأنهم أفرخ، فدعا بالحلاق فحلق رؤوسهم ثم قال‏:‏ اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله في صفقته، فجاءت أمهم فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس لهم شيء، فقال أنا لهم عوضاً من أبيهم‏)‏‏)‏‏.‏

وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمرهما سبع سنين، وهذا لم يتفق لغيرهما، وكان عبد الله بن جعفر من أسخى الناس، يعطي الجزيل الكثير ويستقله، وقد تصدق مرة بألفي ألف، وأعطى مرة رجلاً ستين ألفاً، ومرة أعطى رجلاً أربعة آلاف دينار، وقيل إن رجلاً جلب مرة سكراً إلى المدينة فكسد عليه فلم يشتره أحد فأمر ابن جعفر قيمه أن يشتريه وأن يهديه للناس‏.‏

وقيل‏:‏ إن معاوية لما حج ونزل في دار مروان قال يوماً لحاجبه‏:‏ انظر هل ترى بالباب الحسن أو الحسين أو ابن جعفر أو فلاناً - وعد جماعة - فخرج فلم ير أحداً، فقيل له‏:‏ هم مجتمعون عند عبد الله بن جعفر يتغدون، فأتى معاوية فأخبره فقال‏:‏ ما أنا إلا كأحدهم، ثم أخذ عصا فتوكأ عليها ثم أتى باب ابن جعفر فاستأذن عليه ودخل فأجلسه في صدر فراشه، فقال له معاوية‏:‏ أين غداؤك يا ابن جعفر‏؟‏

فقال‏:‏ وما تشتهي من شيء فأدعوا به‏؟‏

فقال‏:‏ معاوية أطعمنا مخاً‏.‏

فقال‏:‏ يا غلام هات مخاً‏.‏

فأتى بصحيفة فأكل معاوية، ثم قال ابن جعفر لغلامه‏:‏ هات مخاً‏.‏

فجاء بصحيفة أخرى ملآنة مخاً إلى أن فعل ذلك ثلاث مرات‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 9/42‏)‏

فتعجب معاوية وقال‏:‏ يا ابن جعفر ما يشبعك إلا الكثير من العطاء، فلما خرج معاوية أمر له بخمسين ألف دينار، وكان ابن جعفر صديقاً لمعاوية وكان يفد عليه كل سنة فيعطيه ألف ألف درهم، ويقضي له مائة حاجة‏.‏

ولما حضرت معاوية الوفاة أوصى ابنه يزيد، فلما قدم ابن جعفر على يزيد قال له‏:‏ كم كان أمير المؤمنين يعطيك كل سنة‏؟‏

قال‏:‏ ألف ألف، فقال له‏:‏ قد أضعفناها لك، وكان يعطيه ألفي ألف كل سنة، فقال له عبد الملك بن جعفر‏:‏ بأبي أنت وأمي ما قلتها لأحد قبلك ولا أقولها لأحد بعدك، فقال يزيد‏:‏ ولا أعطاكها أحد قبلي ولا يعطيكها أحد بعدي، وقيل‏:‏ إنه كان عند ابن جعفر جارية تغنيه تسمي عمارة، وكان يحبها محبة عظيمة، فحضر عنده يزيد بن معاوية يوماً فغنت الجارية، فلما سمعها يزيد افتتن بها ولم يجسر على ابن جعفر أن يطلبها منه، فلم يزل في نفس يزيد منها حتى مات أبوه معاوية، فبعث يزيد رجلاً من أهل العراق وأمره أن يتطلع في أمر هذه الجارية، فقدم الرجل المدينة ونزل جواز ابن جعفر وأهدى إليه هدايا وتحفاً كثيرة، وأنس به، ولا زال حتى أخذ الجارية وأتى يزيد‏.‏ وكان الحسن البصري يذم ابن جعفر على سماعه الغنى واللهو وشرائه المولدات، ويقول‏:‏ أما يكفيه هذا الأمر القبيح المتلبس به من هذه الأشياء وغيرها‏؟‏ حتى زوج الحجاج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الحجاج يقول إنما تزوجتها لأذل بها آل أبي طالب‏.‏

وقيل‏:‏ إنه لم يصل إليها، وقد كتب عبد الملك إليه أن يطلقها فطلقها‏.‏

أسند عبد الله ابن جعفر ثلاثة عشر حديثاً‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق