إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 مارس 2015

1395 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير


1395
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير

وحكى بعضهم لعمر بن عبد العزيز‏:‏ أن حجراً من المنجنيق وقع على شرفة المسجد فطارت فلقة منه فمرت بين لحية ابن الزبير وحلقه، فما زال عن مقامه ولا عرف ذلك في صورته‏.‏

فقال عمر بن عبد العزيز‏:‏ لا إله إلا الله، جاء ما وصفت‏.‏

وقال عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي ملكية‏:‏ صف لنا عبد الله بن الزبير‏.‏

فقال‏:‏ والله ما رأيت جلداً قط ركب على لحم ولا لحماً على عصب ولا عصباً على عظم مثله، ولا رأيت نفساً ركبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد مرت آجرة من رمي المنجنيق بين لحيته وصدره فوالله ما خشع ولا قطع لها قراءته، ولا ركع دون ما كان يركع، وكان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شيء إليها‏.‏

ولقد كان يركع فيكاد الرخم أن يقع على ظهره ويسجد فكأنه ثوب مطروح‏.‏

وقال أبو القاسم البغوي‏:‏ عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن منصور بن زاذان قال‏:‏ أخبرني من رأى ابن الزبير يسرب في صلاته وكان ابن الزبير من المصلين‏.‏

وسئل ابن عباس عن ابن الزبير فقال‏:‏ كان قارئاً لكتاب الله، متبعاً لسنة رسول الله، قانتاً لله صائماً في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه بنت الصديق، وخالته عائشة حبيبة حبيب الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله‏.‏

وروي‏:‏ أن ابن الزبير كان يوماً يصلي فسقطت حية من السقف فطوقت على بطن ابنه هاشم فصرخ النسوة وانزعج أهل المنزل واجتمعوا على قتل تلك الحية فقتلوها، وسلم الولد فعلوا هذا كله وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا دري بما جرى حتى سلم‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/369‏)‏

وقال الزبير بن بكار‏:‏ حدثني محمد بن الضحاك الخزامي، وعبد الملك بن عبد العزيز، ومن لا أحصي كثرة من أصحابنا أن ابن الزبير كان يواصل الصوم سبعاً، يصوم ليلة الجمعة ولا يفطر إلا ليلة الجمعة الأخرى، ويصوم بالمدينة ولا يفطر إلا بمكة، ويصوم بمكة ولا يفطر إلا في المدينة، وكان إذا أفطر أول ما يفطر على لبن لقحة وسمن وصبر‏.‏

وفي رواية أخرى فأما اللبن فيعصمه، وأما السمن فيقطع عنه العطش، وأما الصبر فيفتق الأمعاء‏.‏

وقال ابن معين عن روح، عن حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة قال‏:‏ كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام ويصبح في الثامن وهو أليثنا‏.‏

وروي مثله من غير وجه‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ لم يكن يأكل في شهر رمضان سوى مرة واحدة في وسطه‏.‏

وقال خالد بن أبي عمران‏:‏ كان ابن الزبير لا يفطر من الشهر إلا ثلاثة أيام‏.‏

ومكث أربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره‏.‏

وقال ليث‏:‏ عن مجاهد لم يكن أحد يطيق ما يطيقه ابن الزبير من العبادة رضي الله عنه‏.‏

ولقد جاء سيل مرة فطبق البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباحة‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاث، في العبادة، والشجاعة، والفصاحة‏.‏

وقد ثبت أن عثمان جعله في النفر الذين نسخوا المصاحف مع زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وذكره سعيد بن المسيب في خطباء الإسلام مع معاوية وابنه وسعيد بن العاص وابنه‏.‏

وقال عبد الواحد بن أيمن‏:‏ رأيت على ابن الزبير رداءاً يمانياً عدنياً يصلي فيه، وكان صيتاً إذا خطب تجاوبه الجبلان أبو قبيس وزروراء‏.‏

وكان آدم نحيفاً ليس بالطويل، وكان بين عينيه أثر السجود، كثير العبادة، مجتهداً شهماً، فصيحاً، صواماً قواماً، شديد البأس ذا أنفة له نفس شريفة، وهمة عالية، وكان خفيف اللحية ليس في وجهه من الشعر إلا قليلاً‏.‏

وكانت له جمة وكان له لحية صفراء‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق