إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1363 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن صفة ابن عباس


1363
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 صفة ابن عباس

كان جسيماً إذا جلس يأخذ مكان رجلين، جميلاً له وفرة، قد شاب مقدم رأسه، وشابت لمته، وكان يخضب بالحناء‏.‏

وقيل‏:‏ بالسواد، حسن الوجه يلبس حسناً ويكثر من الطيب بحيث إنه كان إذا مر في الطريق يقول النساء‏:‏ هذا ابن عباس أو رجل معه مسك، وكان وسيماً، أبيض طويلاً، جسيماً فصيحاً، ولما عمي اعترى لونه صفرة يسيرة‏.‏

وقد كان بنو العباس عشرة، وهم‏:‏ الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن، وكثير، والحارث، وعون، وتمام‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/337‏)‏

وكان أصغرهم تمام، ولهذا كان يحمله ويقول‏:‏

تموا بتمامٍ فصاروا عشرة * يا رب فاجعلهم كراماً بررة

واجعلهم ذكراً وانم الثمرة

فأما الفضل فمات بأجنادين شهيداً، وعبد الله بالطائف، وعبيد الله باليمن، ومعبد وعبد الرحمن بإفريقية، وقثم وكثير بينبع‏.‏

وقيل‏:‏ إن قثماً مات بسمرقند‏.‏

وقد قال مسلم بن حماد المكي مولى بني مخزوم‏:‏ ما رأيت مثل بني أمٍ واحدة أشراف ولدوا في دار واحدة أبعد قبوراً من بني أم الفضل، ثم ذكر مواضع قبورهم كما تقدم، إلا أنه قال‏:‏ الفضل مات بالمدينة، وعبيد الله بالشام‏.‏

وقد كان عبد الله بن عباس يلبس الحلة بألف درهم، وكان له من الولد العباس وعلي، وكان علي يدعى السجاد لكثرة صلاته، وكان أجمل قرشي على وجه الأرض‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه كان يصلي كل يوم ألف ركعة‏.‏

وقيل‏:‏ في الليل والنهار مع الجمال التام، وعلى هذا فهو أبو الخلفاء العباسيين، ففي ولده كانت الخلافة العباسية كما سيأتي‏.‏

وكان لابن العباس أيضاً محمد، والفضل، وعبد الله، وأمهم‏:‏ زرعة بنت مسرح بن معدي كرب، وله أسماء وهي لأم ولد‏.‏

وكان له من الموالي‏:‏ عكرمة، وكريب، وأبو معبد، وشعبة، ودقيق، وأبو عمرة، وأبو عبيدة‏.‏

وأسند ألفاً وستمائة وسبعين حديثاً، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

وفيها‏:‏ توفي أبو شريح الخزاعي العدوي الكعبي، اختلف في اسمه على أقوال أصحها خويلد بن عمرو، أسلم عام الفتح، وكان معه أحد ألوية بني كعب الثلاثة‏.‏

قال محمد بن سعد‏:‏ مات في هذه السنة، وله أحاديث‏.‏

وفيها‏:‏ توفي أبو واقد الليثي صحابي جليل، مختلف في اسمه وفي شهوده بدراً‏.‏

قال الواقدي‏:‏ توفي سنة ثمان وستين عن خمس وستين سنة، وكذا قال غير واحد في تاريخ وفاته‏.‏

وزعم بعضهم أنه عاش سبعين سنة، مات بمكة بعد ما جاوز بها سنة، ودفن في مقابر المهاجرين والله أعلم‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق