إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 31 مارس 2015

1402 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير


1402
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير

وروى الطبراني أيضاً‏:‏ عن إسحاق بن أبي إسحاق قال‏:‏ أنا حاضر مقتل عبد الله بن الزبير في المسجد الحرام، يوم قتل جعلت الجيوش تدخل من أبواب المسجد، وكلما دخل قوم من باب حمل عليهم حتى يخرجهم، فبينما هو على تلك الحال إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد، فوقعت على رأسه فصرعته، وهو يتمثل بهذه الأبيات‏:‏

أسماء أسماء لا تبكيني * لم يبقى إلا حسبي وديني

وصارم لانت به يميني

وقد روي أن أمه قالت للحجاج‏:‏ أما آن لهذا الراكب أن ينزل‏؟‏

فقال الحجاج‏:‏ ابنك المنافق‏.‏

فقالت‏:‏ والله ما كان منافقاً، إن كان لصواماً قواماً وصولاً للرحم‏.‏

فقال‏:‏ انصرفي يا عجوز، فإنك قد خرفت‏.‏

فقالت‏:‏ والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏يخرج من ثقيف كذاب ومبير‏)‏‏)‏، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت‏.‏

وقال مجاهد‏:‏ كنت مع ابن عمر فمر على ابن الزبير فوقف فترحم عليه، ثم التفت إليّ وقال‏:‏ أخبرني أبو بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏من يعمل سوءاً يجز به‏)‏‏)‏‏.‏

وروى سفيان‏:‏ عن ابن جريج، عن أبي مليكة قال‏:‏ ذكرت ابن الزبير عند ابن عباس قال‏:‏ كان عفيفاً في الإسلام، قارئاً للقرآن، صواماً قواماً‏.‏

أبوه الزبير، وأمه أسماء، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وجدته صفية، وخالته عائشة، والله لأحاسبن له بنفسي محاسبة لم أحاسبها لأبي بكر ولا لعمر‏.‏

وقال الطبراني‏:‏ حدثنا زكريا الناجي، ثنا حوثرة بن محمد، ثنا أبو أسامة، ثنا سعيد بن المرزبان، أبو سعيد العبسي، ثنا محمد بن عبد الله الثقفي‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/379‏)‏

قال‏:‏ شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم خرج علينا قبل التروية بيوم وهو محرم، فلبى بأحسن تلبية سمعتها قط، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أما بعد‏:‏

فإنكم جئتم من أفاق شتى وفوداً إلى الله عز وجل، فحق على الله أن يكرم وفده، فمن كان منكم يطلب ما عند الله فإن طالب ما عند الله لا يخيب فصدقوا قولكم بفعل، فإن ملاك القول الفعل والنية النية، والقلوب القلوب، الله الله في أيامكم هذه فإنها أيام تغفر فيها الذنوب، جئتم من آفاق شتى في غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا ترجونها هاهنا، ثم لبى ولبى الناس فما رأيت باكياً أكثر من يومئذ‏.‏

وروى الحسن بن سفيان قال‏:‏ ثنا حيان بن موسى، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا مالك بن أنس، عن وهب بن كيسان قال‏:‏ كتب إليّ عبد الله بن الزبير بموعظة‏:‏

أما بعد، فإن لأهل التقوى علامات يعرفون بها ويعرفونها من أنفسهم، صدق الحديث، وأداء الأمانة، وكظم الغيظ، وصبر على البلاء، ورضي بالقضاء، وشكر للنعماء، وذل لحكم القرآن، وإنما الأيام كالسوق ما نفق فيها حُمِلَ إليها، إن نفق الحق عنده حمل إليه وجاءه أهله‏.‏

وإن نفق الباطل عنده حمل إليه وجاءه أهله‏.‏

وقال أبو معاوية‏:‏ ثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان قال‏:‏ ما رأيت ابن الزبير يعطي سلمة قط لرغبة ولا لرهبة سلطان ولا غيره‏.‏

وبهذه الإسنادات أهل الشام كانوا يعيرون ابن الزبير ويقولون له‏:‏ يا ابن ذات النطاقين‏.‏

فقالت له أسماء‏:‏ يا بني إنهم يعيرونك بالنطاقين، وإنما كان لي نطاق واحد شققته نصفين فجعلت في سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما، وأوكيت قربته بالآخر لما خرج هو وأبو بكر يريدان الهجرة إلى المدينة‏.‏

فكان ابن الزبير بعد ذلك إذا عيروه بالنطاقين يقول‏:‏ إنها والله تلك شكاة ظاهر عنك عارها، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق