إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1299 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن


1299
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه، وتلك الساعة، فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل في ذلك اليوم وتلك الساعة‏.‏

وروى الترمذي‏:‏ عن أبي سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، عن رزين، عن سلمى قالت‏:‏ دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت‏:‏ ما يبكيك‏؟‏

فقالت‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه ولحيته التراب‏.‏

فقلت‏:‏ ما لك يا رسول الله‏؟‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏شهدت قتل الحسين آنفاً‏)‏‏)‏‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/219‏)‏

وقال محمد بن سعد‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أنبأنا قرة بن خالد، أخبرني عامر بن عبد الواحد، عن شهر بن حوشب قال‏:‏ إنا لعند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا صارخةً فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة، فقالت‏:‏ قتل الحسين‏.‏

فقالت‏:‏ قد فعلوها، ملأ الله قبورهم - أو بيوتهم -عليهم ناراً، ووقعت مغشياً عليها، وقمنا‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا ابن مسلم، عن عمار قال‏:‏ سمعت أم سلمة قالت‏:‏ سمعت الجن يبكين على الحسين، وسمعت الجن تنوح على الحسين‏.‏

رواه الحسين بن إدريس، عن هاشم بن هاشم، عن أمه، عن أم سلمة قالت‏:‏ سمعت الجن ينحن على الحسين وهن يقلن‏:‏

أيها القاتلون جهلاً حسيناً * أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم * ونبي ومرسل وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل

وقد روي من طريق أخرى، عن أم سلمة بشعر غير هذا فالله أعلم‏.‏

وقال الخطيب‏:‏ أنبأنا أحمد بن عثمان بن ساج السكري، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا محمد بن شداد المسمعي، ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس‏.‏

قال‏:‏ أوحى الله تعالى إلى محمد إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وأنا قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً‏.‏

هذا حديث غريب جداً، وقد رواه الحاكم في ‏(‏مستدركه‏)‏‏.‏

وقد ذكر الطبراني ههنا آثاراً غريبة جداً، ولقد بالغ الشيعة في يوم عاشوراء، فوضعوا أحاديث كثيرة كذباً فاحشاً‏.‏

من كون الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم، وما رفع يومئذٍ حجر إلا وجد تحته دم، وأن أرجاء السماء احمرت، وأن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه دم، وصارت السماء كأنها علقة، وأن الكواكب ضرب بعضها بعضاً، وأمطرت السماء دماً أحمر، وأن الحمرة لم تكن في السماء قبل يومئذٍ، ونحو ذلك‏.‏

وروى ابن لهيعة‏:‏ عن أبي قبيل المعافري‏:‏ أن الشمس كسفت يومئذٍ حتى بدت النجوم وقت الظهر‏.‏

وأن رأس الحسين لما دخلوا به قصر الإمارة جعلت الحيطان تسيل دماً، وأن الأرض أظلمت ثلاثة أيام، ولم يمس زعفران ولا ورس بما كان معه يومئذٍ إلا احترق من مسه، ولم يرفع حجر من حجارة بيت المقدس إلا ظهر تحته دم عبيط، وأن الإبل التي غنموها من إبل الحسين حين طبخوها صار لحمها مثل العلقم‏.‏

إلى غير ذلك من الأكاذيب، والأحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شيء‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/220‏)‏

وأما ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح، فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق