إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1295 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن



1295

  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب‏.‏

وأما قوله‏:‏ جده رسول الله خير من جدي، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى أن رسول الله فينا عدلاً ولا نداً، ولكنه إنما أتى من قلة فقهه لم يقرأ‏:‏ ‏{‏قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ‏}‏ الآية ‏[‏آل عمران‏:‏ 26‏]‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 247‏]‏‏.‏

فلما دخلت النساء على يزيد قالت فاطمة بنت الحسين - وكانت أكبر من سكينة -‏:‏ يا يزيد ‏!‏ بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا‏.‏

فقال يزيد‏:‏ يا بنت أخي، أنا لهذا كنت أكره‏.‏

قالت‏:‏ قلت والله ما تركوا لنا خرصاً‏.‏

فقال‏:‏ ابنة أخي ‏!‏ ما أتى إليك أعظم مما ذهب لك‏.‏

ثم أدخلهن داره، ثم أرسل إلى كل امرأة منهن ماذا أخذ لك‏؟‏ فليس منهن امرأة تدّعي شيئاً بالغاً ما بلغ إلا أضعفه لها‏.‏

وقال هشام عن أبي مخنف‏:‏ حدثني أبو حمزة الثمالي، عن عبد الله الثمالي، عن القاسم بن نجيب‏.‏

قال‏:‏ لما أقبل وفد الكوفة برأس الحسين دخلوا به مسجد دمشق، فقال لهم مروان بن الحكم‏:‏ كيف صنعتم‏؟‏

قالوا‏:‏ ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً فأتينا والله على آخرهم، وهذه الرؤوس والسبايا‏.‏

فوثب مروان وانصرف، وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم فقال‏:‏ ما صنعتم‏؟‏

فقالوا له‏:‏ مثل ما قالوا لأخيه‏.‏

فقال لهم‏:‏ حجبتم عن محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبداً، ثم قام فانصرف‏.‏

قال‏:‏ ولما بلغ أهل المدينة مقتل الحسين بكى عليه نساء بني هاشم ونُحْنَ عليه‏.‏

وروي‏:‏ أن يزيد استشار الناس في أمرهم فقال رجال ممن قبحهم الله‏:‏ يا أمير المؤمنين لا يتخذن من كلب سوء جرواً، اقتل علي بن الحسين حتى لا يبقى من ذرية الحسين أحد‏.‏

فسكت يزيد‏.‏

فقال النعمان بن بشير‏:‏ يا أمير المؤمنين اعمل معهم كما كان يعمل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم على هذه الحال‏.‏

فرق عليهم يزيد وبعث بهم إلى الحمام وأجرى عليهم الكساوى والعطايا والأطعمة، وأنزلهم في داره‏.‏

وهذا يرد قول الرافضة‏:‏ إنهم حملوا على جنائب الإبل سبايا عرايا، حتى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم لتستر عوراتهن من قبلهن ودبرهن‏.‏

ثم كتب ابن زياد إلى عمرو بن سعيد أمير الحرمين يبشره بمقتل الحسين، فأمر منادياً فنادى بذلك‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/214‏)‏

فلما سمع نساء بني هاشم ارتفعت أصواتهن بالبكاء والنوح، فجعل عمرو بن سعيد يقول‏:‏ هذا بكاء نساء عثمان بن عفان‏.‏

وقال عبد الملك بن عمير‏:‏ دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين بن علي بين يديه على ترس، فوالله ما لبث إلا قليلاً حتى دخلت على المختار بن أبي عبيد، وإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار على ترس، ووالله ما لبثت إلا قليلاً حتى دخلت على عبد الملك بن مروان وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس بين يديه‏.‏

وقال أبو جعفر بن جرير الطبري في ‏(‏تاريخه‏)‏‏:‏ حدثني زكريا بن يحيى الضرير، ثنا أحمد بن جناب المصيصي، ثنا خالد بن يزيد، عن عبد الله القسري، ثنا عمار الدهني قال‏:‏ قلت لأبي جعفر‏:‏ حدثني عن مقتل الحسين كأني حضرته‏.‏

فقال‏:‏ أقبل الحسين بكتاب مسلم بن عقيل الذي كان قد كتبه إليه يأمره فيه بالقدوم عليه، حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال، لقيه الحر بن يزيد التميميي، فقال له‏:‏ أين تريد‏؟‏

فقال‏:‏ أريد هذا المصر‏.‏

فقال له‏:‏ ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيراً أرجوه‏.‏

فهَمَّ الحسين أن يرجع، وكان معه أخوة مسلم بن عقيل، فقالوا‏:‏ والله لا نرجع حتى نأخذ بثأرنا ممن قتل أخانا أو نقتل‏.‏

فقال‏:‏ لا خير في الحياة بعدكم، فسار فلقيه أوائل خيل ابن زياد، فلما رأى ذلك عاد إلى كربلاء، فأسند ظهره إلى قصيتا وحلفا ليقاتل من جهة واحدة‏.‏

فنزل وضرب أبنيته وكان أصحابه خمسة وأربعين فارساً ومائة راجل، وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه بن زياد الريّ وعهد إليه عهده، فقال‏:‏ اكفني هذا الرجل واذهب إلى عملك‏.‏

فقال‏:‏ اعفني‏.‏

فأبى أن يعفيه، فقال‏:‏ أنظرني الليلة، فأخره فنظر في أمره، فلما أصبح غداً عليه راضياً بما أمره به، فتوجه إليه عمر بن سعد فلما أتاه قال له الحسين‏:‏ اختر واحدة من ثلاث، إما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فألحق بالثغور‏.‏

فقبل ذلك عمر، فكتب إليه عبيد الله بن زياد‏:‏ لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي‏.‏

فقال الحسين‏:‏ لا والله لا يكون ذلك أبداً‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق