إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1255 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وكذا قال غير واحد من السلف‏.‏


1255
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

وكذا قال غير واحد من السلف‏.‏

وقال الأوزاعي‏:‏ سئل الحسن عما جرى بين علي وعثمان فقال‏:‏ كانت لهذا سابقة ولهذا سابقة، ولهذا قرابة ولهذا قرابة، فابتلى هذا وعوفي هذا‏.‏

وسئل عما جرى بين علي ومعاوية فقال‏:‏ كانت لهذا قرابة ولهذا قرابة، ولهذا سابقة ولم يكن لهذا سابقة، فابتلينا جميعاً‏.‏

وقال كلثوم بن جوشن‏:‏ سأل النضر أبو عمر الحسن البصري فقال‏:‏ أبو بكر أفضل أم علي‏؟‏

فقال‏:‏ سبحان الله ولا سواء، سبقت لعلي سوابق يشركه فيها أبو بكر، وأحدث علي حوادث لم يشركه فيها أبو بكر، أبو بكر أفضل‏.‏

قال‏:‏ فعمر أفضل أم علي‏؟‏

فقال‏:‏ مثل قوله في أبي بكر، ثم قال‏:‏ عمر أفضل‏.‏

ثم قال‏:‏ عثمان أفضل أم علي‏؟‏

فقال‏:‏ مثل قوله الأول، ثم قال‏:‏ عثمان أفضل‏.‏

قال‏:‏ فعلي أفضل أم معاوية‏؟‏

فقال‏:‏ سبحان الله ولا سواء، سبقت لعلي سوابق لم يشركه فيها معاوية، وأحدث علي أحداثاً شركه فيها معاوية، علي أفضل من معاوية‏.‏

وقد رُوي عن الحسن البصري‏:‏ أنه كان ينقم على معاوية أربعة أشياء‏:‏ قتاله علياً، وقتله حجر بن عدي، واستلحاقه زياد بن أبيه، ومبايعته ليزيد ابنه‏.‏

وقال جرير بن عبد الحميد‏:‏ عن مغيرة‏.‏

قال‏:‏ لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي‏.‏

فقالت له امرأته‏:‏ أتبكيه وقد قاتلته‏؟‏

فقال‏:‏ ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم‏.‏

وفي رواية‏:‏ أنها قالت له‏:‏ بالأمس تقاتلنه، واليوم تبكينه ‏؟‏‏.‏

قلت‏:‏ وقد كان مقتل علي في رمضان سنة أربعين، ولهذا قال الليث بن سعد‏:‏ إن معاوية بويع له بإيليا بيعة الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/140‏)‏

والصحيح الذي قاله ابن إسحاق والجمهور أنه بويع له بإيليا في رمضان سنة أربعين، حين بلغ أهل الشام مقتل علي، ولكنه إنما دخل الكوفة بعد مصالحة الحسن له في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وهو عام الجماعة، وذلك بمكان يقال له‏:‏ أدرج‏.‏

وقيل‏:‏ بمسكن من أرض سواد العراق من ناحية الأنبار، فاستقل معاوية بالأمر إلى أن مات سنة ستين‏.‏

قال بعضهم‏:‏ كان نقش خاتم معاوية‏:‏ لكل عمل ثواب‏.‏

وقيل‏:‏ بل كان‏:‏ لا قوة إلا بالله‏.‏

وقال يعقوب بن سفيان‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسعيد بن منصور قالا‏:‏ ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد‏.‏

قال‏:‏ صلى بنا معاوية بالنخيلة - يعني‏:‏ خارج الكوفة - الجمعة في الضحى، ثم خطبنا فقال‏:‏ ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون‏.‏

رواه محمد بن سعد عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش به‏.‏

وقال محمد بن سعد‏:‏ حدثنا عارم، ثنا حماد بن يزيد، عن معمر، عن الزهري، أن معاوية عمل سنتين عمل عمر ما يخرم فيه، ثم إنه بَعُدَ عن ذلك‏.‏

وقال نعيم بن حماد‏:‏ حدثنا ابن فضيل، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، حدثني سفيان بن الليل قال‏:‏ قلت للحسن بن علي لما قدم من الكوفة إلى المدينة‏:‏ يا مذل المؤمنين‏.‏

قال‏:‏ لا تقل ذلك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية‏)‏‏)‏‏.‏

فعلمت أن أمر الله واقع، فكرهت أن تهراق بيني وبينه دماء المسلمين‏.‏

وقال مجالد‏:‏ عن الشعبي، عن الحارث الأعور‏.‏

قال‏:‏ قال علي بعد ما رجع من صفين‏:‏ أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل‏.‏

وقال ابن عساكر‏:‏ بإسناده عن أبي داود الطيالسي، ثنا أيوب بن جابر، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد قال‏:‏ قلت لعائشة‏:‏ ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلافة‏؟‏

فقالت‏:‏ وما تعجب من ذلك‏؟‏ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة، وكذلك غيره من الكفار‏.‏

وقال الزهري‏:‏ حدثني القاسم بن محمد‏:‏ أن معاوية حين قدم المدينة يريد الحج دخل على عائشة فكلمها خاليين لم يشهد كلامهما أحد، إلا ذكوان أبو عمر عمرو، ومولى عائشة‏.‏

فقالت‏:‏ أمنت أن أخبأ لك رجلاً يقتلك بقتلك أخي محمداً‏؟‏

فقال‏:‏ صدقتي، فلما قضى معاوية كلامه معها تشهدت عائشة ثم ذكرت ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، والذي سن الخلفاء بعده، وحضّت معاوية على العدل واتباع أثرهم‏.‏

فقالت في ذلك‏:‏ فلم يترك له عذراً، فلما قضت مقالتها قال لها معاوية‏:‏ أنت والله العالمة العاملة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الناصحة المشفقة، البلوغة الموعظة، حضضت على الخير، وأمرت به، ولم تأمرينا إلا بالذي هو لنا مصلحة، وأنت أهل أن تطاعي‏.‏

وتكلمت هي ومعاوية كلاماً كثيراً‏.‏

فلما قام معاوية اتكأ على ذكوان وقال‏:‏ والله ما سمعت خطيباً ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ من عائشة‏.‏

وقال محمد بن سعد‏:‏ حدثنا خالد بن مخلد البجلي، ثنا سليمان بن بلال، حدثني علقمة بن أبي علقمة، عن أمه قالت‏:‏ قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة فأرسل إلى عائشة أن أرسلي بأنبجانية رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/141‏)‏

فأرسلت به معي أحمله، حتى دخلت به عليه، فأخذ الانبجانية فلبسها، وأخذ شعره فدعا بماء فغسله وشربه وأفاض على جلده‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ عن الهذلي، عن الشعبي قال‏:‏ لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة تلقته رجال من وجوه قريش فقالوا‏:‏ الحمد لله الذي أعز نصرك، وأعلا أمرك‏.‏

فما رد عليهم جواباً حتى دخل المدينة، فقصد المسجد وعلا المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أما بعد ‏!‏

فإني والله ما وليت أمركم حين وليته وأنا أعلم أنكم لا تسرون بولايتي ولا تحبونها، وإني لعالم بما في نفوسكم من ذلك، ولكني خالستكم بسيفي هذا مخالسة، ولقد رمت نفسي على عمل ابن أبي قحافة فلم أجدها تقوم بذلك ولا تقدر عليه‏.‏

وأردتها على عمل ابن الخطاب فكانت أشد نفوراً وأعظم هرباً من ذلك، وحاولتها على مثل سنيات عثمان فأبت عليّ وأين مثل هؤلاء‏؟‏

ومن يقدر على أعمالهم‏؟‏

هيهات أن يدرك فضلهم أحد ممن بعدهم‏؟‏

رحمة الله ورضوانه عليهم، غير أني سلكت بها طريقاً لي فيه منفعة، ولكم فيه مثل ذلك‏.‏

ولكل فيه مواكلة حسنة، ومشاربة جميلة، ما استقامت السيرة وحسنت الطاعة، فإن لم تجدوني خيركم فأنا خير لكم‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق