إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1253 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن


1253
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

وقد خطب معاوية بهذا الحديث مرة ثم قال‏:‏ وهذا مالك بن يخامر يخبر عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهم بالشام - يحث بهذا أهل الشام على مناجزة أهل العراق‏:‏ ‏(‏‏(‏وإن أهل الشام هم الطائفة المنصورة على من خالفها‏)‏‏)‏ وهذا مما كان يحتج به معاوية لأهل الشام في قتالهم أهل العراق‏.‏

وقال الليث بن سعد‏:‏ فتح معاوية قيسارية سنة تسع عشرة في دولة عمر بن الخطاب‏.‏

وقال غيره‏:‏ وفتح قبرص سنة خمس‏.‏

وقيل‏:‏ سبع‏.‏

وقيل‏:‏ ثمان وعشرين في أيام عثمان‏.‏

قالوا‏:‏ وكان عام غزوة المضيق - يعني‏:‏ مضيق القسطنطينية - في سنة ثنتين وثلاثين في أيامه، وكان هو الأمير على الناس عامئذ‏.‏

وجمع عثمان لمعاوية جميع الشام‏.‏

وقيل‏:‏ إن عمر هو الذي جمعها له، والصحيح‏:‏ عثمان‏.‏

واستقضى معاوية فضالة بن عبيد بعد أبي الدرداء، ثم كان ما كان بينه وبين علي بعد قتل عثمان، على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا، وكان الحق والصواب مع علي، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفاً، وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين من الطرفين - أهل العراق وأهل الشام -كما ثبت في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏‏(‏تمرق مارقة على خير فُرقة من المسلمين، فيقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق‏)‏‏)‏ فكانت المارقة الخوارج وقتلهم علي وأصحابه‏.‏

ثم قُتل علي، فاستقل معاوية بالأمر سنة إحدى وأربعين، وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس، وحج هو سنة خمسين، وحج ابنه يزيد سنة إحدى وخمسين‏.‏

وفيها‏:‏ أوفى التي بعدها أغزاه بلاد الروم، فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينية‏.‏

وقد ثبت في ‏(‏الصحيح‏)‏‏:‏ ‏(‏‏(‏أول جيش يغزو القسطنطينة مغفور لهم‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/136‏)‏

وقال وكيع‏:‏ عن الأعمش، عن أبي صالح‏.‏

قال‏:‏ كان الحادي يحدو بعثمان فيقول‏:‏

إن الأمير بعده عليٌ * وفي الزبير خلفٌ مرضيُ

فقال كعب‏:‏ بل هو صاحب البغلة الشهباء - يعني‏:‏ معاوية -‏.‏

فقال‏:‏ يا أبا إسحاق تقول هذا وههنا علي والزبير وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ‏؟‏‏.‏

فقال‏:‏ أنت صاحبها‏.‏

ورواه سيف عن بدر بن الخليل، عن عثمان بن عطية الأسدي، عن رجل من بني أسد‏.‏

قال‏:‏ ما زال معاوية يطمع فيها منذ سمع الحادي في أيام عثمان يقول‏:‏

إن الأمير بعده عليٌ * وفي الزبير خلفٌ مرضيُ

فقال كعب‏:‏ كذبت ‏!‏ بل صاحب البغلة الشهباء بعده - يعني‏:‏ معاوية - فقال له معاوية في ذلك فقال‏:‏ نعم ‏!‏ أنت الأمير بعده، ولكنها والله لا تصل إليك حتى تكذب بحديثي هذا، فوقعت في نفس معاوية‏.‏

وقال ابن أبي الدنيا‏:‏ حدثنا محمد بن عباد المكي، ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي هارون قال‏:‏

قال عمر‏:‏ إياكم والفرقة بعدي، فإن فعلتم فإن معاوية بالشام، وستعلمون إذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبزها دونكم‏.‏

ورواه الواقدي من وجه آخر‏:‏ عن عمر رضي الله عنه‏.‏

وقد روى ابن عساكر عن عامر الشعبي‏:‏ أن علياً حين بعث جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية قبل وقعة صفين - وذلك حين عزم علي على قصد الشام، وجمع الجيوش لذلك -‏.‏

وكتب معه كتاباً إلى معاوية يذكر له فيه أنه قد لزمته بيعته، لأنه قد بايعه المهاجرون والأنصار، فإن لم تبايع استعنت بالله عليك وقاتلتك‏.‏

وقد أكثرت القول في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم إليّ أحملك وإياهم على كتاب الله، في كلام طويل‏.‏

وقد قدمنا أكثره، فقرأه معاوية على الناس وقام جرير فخطب الناس، وأمر في خطبته معاوية بالسمع والطاعة، وحذره من المخالفة والمعاندة، ونهاه عن إيقاع الفتنة بين الناس، وأن يضرب بعضهم بعضاً بالسيوف‏.‏

فقال معاوية‏:‏ انتظر حتى آخذ برأي أهل الشام، فلما كان بعد ذلك أمر معاوية منادياً فنادى في الناس‏:‏ الصلاة جامعة‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق