إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1331 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وهذه ترجمة يزيد بن معاوية


1331
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه ترجمة يزيد بن معاوية

قال‏:‏ ثم ودعها وخرج، فأخذه يزيد ودعا بها فقال‏:‏ أخبراني عما كان في ليلتكما وأصدقاني، فأخبراه وأنشداه ما قالا، فلم يحرفا منه حرفاً ولا غّيرا شيئاً مما سمعه‏.‏

فقال لها يزيد‏:‏ أتحبينه‏؟‏

قالت‏:‏ إي والله يا أمير المؤمنين‏:‏

حباً شديداً جرى كالروح في جسدي * فهل يفرق بين الروح والجسد‏؟‏

فقال له‏:‏ أتحبها‏؟‏

فقال‏:‏ إي والله يا أمير المؤمنين‏:‏

حباً شديداً تليداً غير مطرفٍ * بين الجوانح مثل النار يضطرم

فقال يزيد‏:‏ إنكما لتصفان حباً شديداً خذها يا أحوص فهي لك، ووصله صلة سنية‏.‏

فرجع بها الأحوص إلى الحجاز وهو قرير العين‏.‏

وقد روي أن يزيد كان قد اشتهر بالمعازف وشرب الخمر والغنا والصيد، واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والنطاح بين الكباش والدباب والقرود، وما من يوم إلا يصبح فيه مخموراً‏.‏

وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به، ويلبس القرد قلانس الذهب، وكذلك الغلمان، وكان يسابق بين الخيل، وكان إذا مات القرد حزن عليه‏.‏

وقيل‏:‏ إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته‏.‏

وذكروا عنه غير ذلك والله أعلم بصحة ذلك‏.‏

وقال عبد الرحمن بن أبي مدعور‏:‏ حدثني بعض أهل العلم قال‏:‏ آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية‏:‏ اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/259‏)‏

وكان نقش خاتمه آمنت بالله العظيم‏.‏

مات يزيد بحوارين من قرى دمشق في رابع عشر ربيع الأول‏.‏

وقيل‏:‏ يوم الخميس للنصف منه، سنة أربع وستين‏.‏

وكانت ولايته بعد موت أبيه في منتصف رجب سنة ستين، وكان مولده في سنة خمس‏.‏

وقيل‏:‏ سنة ست‏.‏

وقيل‏:‏ سبع وعشرين‏.‏

ومع هذا فقد اختلف في سنّه ومبلغ أيامه في الإمارة على أقوال كثيرة، وإذا تأملت ما ذكرته لك من هذه التحديدات انزاح عنك الإشكال من هذا الخلاف، فإن منهم من قال‏:‏ جاوز الأربعين حين مات فالله أعلم‏.‏

ثم حمل بعد موته إلى دمشق وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد أمير المؤمنين يومئذٍ، ودفن بمقابر باب الصغير‏.‏

وفي أيامه وسع النهر المسمى بيزيد في ذيل جبل قاسيون، وكان جدولاً صغيراً فوسعه أضعاف ما كان يجري فيه من الماء‏.‏

وقال ابن عساكر‏:‏ حدثنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الفضل بن المظفر العبدي قاضي البحرين من لفظه وكتبه لي بخطه - قال‏:‏ رأيت يزيد بن معاوية في النوم فقلت له‏:‏ أنت قتلت الحسين‏؟‏

فقال‏:‏ لا ‏!‏

فقلت له‏:‏ هل غفر الله لك‏؟‏

قال‏:‏ نعم، وأدخلني الجنة‏.‏

قلت‏:‏ فالحديث الذي يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى معاوية يحمل يزيد‏.‏

فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏رجل من أهل الجنة يحمل رجلاً من أهل النار‏؟‏‏)‏‏)‏

فقال‏:‏ ليس بصحيح‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ وهو كما قال، فإن يزيد بن معاوية لم يولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وإنما ولد بعد العشرين من الهجرة‏.‏

وقال أبو جعفر بن جرير‏:‏





 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق