إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1330 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن وهذه ترجمة يزيد بن معاوية



1330

  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه ترجمة يزيد بن معاوية

وهكذا رواه مسلم من حديث هشام بن سعد، عن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر به‏.‏

وتابعه إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه‏.‏

وقد رواه الليث عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر فذكره‏.‏

وقال أبو جعفر الباقر‏:‏لم يخرج أحد من آل أبي طالب ولا من بني عبد المطلب أيام الحرة، ولما قدم مسلم بن عقبة المدينة أكرمه وأدنى مجلسه وأعطاه كتاب أمان‏.‏

وروى المدائني أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة، فلما أخبره بما وقع قال‏:‏ وا قوماه، ثم دعا الضحاك بن قيس الفهري فقال له‏:‏ ترى ما لقي أهل المدينة‏؟‏ فما الذي يجبرهم‏؟‏

قال‏:‏ الطعام والأعطية‏.‏

فأمر بحمل الطعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته‏.‏

وهذا خلاف ما ذكره كذبة الروافض عنه من أنه شمت بهم واشتفى بقتلهم، وأنه أنشد ذكراً وأثراً شعر ابن الزبعري المتقدم ذكره‏.‏

وقال أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام‏:‏ حدثني محمد بن القاسم، سمعت الأصمعي يقول‏:‏ سمعت هارون الرشيد ينشد ليزيد بن معاوية‏:‏

إنها بين عامر بن لؤيٍ * حين تمنى وبين عبد مناف

ولها في الطيبين جدودٌ * ثم نالت مكارم الأخلاف

بنت عم النبي أكرم من * يمشي بنعلٍ على التراب وحافي

لن تراها على التبدل والغلـ*ـظة إلا كدرة الأصداف

وقال الزبير بن بكار‏:‏ أنشدني عمي مصعب ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان‏:‏

آب هذا الهم فاكتنفا * ثمَّ مر النوم فامتنعا

راعياً للنجم أرقبه * فإذا ما كوكبٌ طلعا

حام حتى أنني لأرى * أنه بالغور قد وقعا

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/257‏)‏

ولها بالمطارون إذا * أكل النمل الذي جمعا

نزهه حتى إذا بلغت * نزلت من خلّق تبعا

في قبابٍ وسط دسكرةٍ *حولها الزيتون قد ينعا

ومن شعره‏:‏

وقائلةٌ لي حين شبهت وجهها * ببدر الدجى يوماً وقد ضاق منهجي

تشبهني بالبدر هذا تناقصٌ * بقدري ولكن لست أول من هجي

ألم تر أنَّ البدر عند كماله * إذا بلغ التشبيه عاد كدملجي

فلا فخر إن شبهت بالبدر مبسمي * وبالسحر أجفاني وبالليل مدعجي

قد ذكره الزبير بن بكار، عن أبي محمد الجزري قال‏:‏ كانت بالمدينة جارية مغنية يقال لها‏:‏ سلامة، من أحسن النساء وجهاً، وأحسنهن عقلاً، وأحسنهن قداً، قد قرأت القرآن‏.‏

وروت الشعر وقالته، وكان عبد الرحمن بن حسان، والأحوص بن محمد يجلسان إليها‏.‏

فعلقت الأحوص فصدت عن عبد الرحمن، فرحل ابن حسان إلى يزيد بن معاوية إلى الشام فامتدحه ودله على سلامة وجمالها وحسنها وفصاحتها‏.‏

وقال‏:‏ لا تصلح إلا لك يا أمير المؤمنين، وأن تكون من سمارك، فأرسل يزيد فاشتريت له وحملت إليه، فوقعت منه موقعاً عظيماً، وفضلها على جميع من عنده، ورجع عبد الرحمن إلى المدينة فمر بالأحوص فوجده مهموماً، فأراد أن يزيده إلى ما به من الهم هماً فقال‏:‏

يا مبتلى بالحب مقروحا * لاقى من الحب تباريحا

أفحمه الحب فما ينثني * إلا بكاس الحب مصبوحا

وصار ما يعجبه مغلقاً * عنه وما يكره مفتوحا

قد حازها من أصبحت عنده * ينال منها الشمَّ والريحا

خليفة الله فسل الهوى * وعزَّ قلباً منك مجروحا

قال‏:‏ فأمسك الأحوص عن جوابه ثم غلبه وجدة عليها فسار إلى يزيد فامتدحه فأكرمه يزيد وحظي عنده، فدست إليه سلامة خادماً وأعطته مالاً على أن يدخله إليها، فأخبر الخادم يزيد بذلك‏.‏

فقال‏:‏ امض لرسالتها، ففعل وأدخل الأحوص عليها وجلس يزيد في مكان يراهما ولا يريانه، فلما بصرت الجارية بالأحوص بكت إليه وبكى إليها، وأمرت فأُلقي له كرسي فقعد عليه، وجعل كل واحد منهما يشكو إلى صاحبه شدة شوقه إليه فلم يزالا يتحدثان إلى السحر، ويزيد يسمع كلامهما من غير أن يكون بينهما ريبة، حتى إذا همَّ الأحوص بالخروج قال‏:‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/258‏)‏

أمسى فؤادي في همٍ وبلبال * من حب من لم أزل منه على بال

فقالت‏:‏

صحا المحبُّون بعد النأي إذ يئسوا * وقد يئست وما أضحوا على حال

فقال‏:‏

من كان يسلو بيأس عن أخي ثقةٍ * فعنك سلامٌ ما أمسيت بالسالي

فقالت‏:‏

والله والله لا أنساك يا شجني * حتى تفارق مني الروح أوصالي

فقال‏:‏

والله ما خاب من أمسى وأنت له * يا قرة العين في أهلٍ وفي مال



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق