1304
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن
فصل شيء من فضائله
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدري.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)).
ورواه الترمذي: من حديث سفيان الثوري وغيره، عن يزيد بن أبي زياد، وقال: حسن صحيح.
وقد رواه أبو القاسم البغوي عن داود بن رشيد، عن مروان الفزاري، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، عن أبيه، عن أبي سعيد. (ج/ص: 8 /225)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة، يحيى وعيسى صلى الله عليه وسلم)).
وأخرجه النسائي من حديث مروان بن معاوية الفزاري به.
ورواه سويد بن سعيد، عن محمد بن حازم، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن ربيع بن سعد، عن أبي سابط قال: دخل حسين بن علي المسجد، فقال جابر بن عبد الله: من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. تفرد به أحمد.
وروى الترمذي والنسائي من حديث إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة: أن أمه بعثته ليستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها، قال: فأتيته فصليت معه المغرب ثم صلى حين صلى العشاء، ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال: ((من هذا؟ حذيفة؟))
قلت: نعم !
قال: ((ما حاجتك غفر الله لك ولأمك؟)) إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قبل هذه الليلة استأذن ربه بأن يسلم عليّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ولا يعرف إلا من حديث إسرائيل.
وقد رُوي مثل هذا من حديث علي بن أبي طالب، ومن حديث الحسين نفسه، وعمر وابنه عبد الله، وابن عباس، وابن مسعود وغيرهم، وفي أسانيده كلها ضعف، والله أعلم.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا موسى بن عطية، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحسن والحسين: ((من أحبني فليحب هذين)).
وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود، ثنا إسماعيل - يعني: ابن جعفر - أخبرني محمد - يعني: ابن حرملة - عن عطاء.
أن رجلاً أخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يضم إليه حسناً وحسيناً ويقول: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما)).
وقد رُوي عن أسامة بن زيد، وسلمان الفارسي شيء يشبه هذا وفيه ضعف وسقم والله أعلم.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر، ثنا كامل وأبو المنذر ابنا كامل، قال أسود: أنبأنا المعنى عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسين والحسن على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً فيضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه.
قال: فقمت إليه فقلت: يا رسول الله أردهما إلى أمهما؟
قال: فبرقت برقة فقال لهما: ((الحقا بأمكما)).
قال: فمكث ضؤها حتى دخلا على أمهما.
(ج/ص: 8/226)
وقد روى موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة نحوه.
وقد روي عن أبي سعيد، وابن عمر قريب من هذا.
فقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي المقدام عبد الرحمن الأزرق، عن علي قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحسين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاةٍ لنا كي يحلبها فدرت فجاءه الآخر فنحاه.
فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحبهما إليك؟
قال: ((لا ولكنه استسقى قبله)) ثم قال: ((إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة))
تفرد به أحمد.
ورواه أبو داود الطيالسي: عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، عن علي فذكر نحوه.
وقد ثبت: أن عمر بن الخطاب كان يكرمهما ويحملهما، ويعطيهما كما يعطي أباهما، وجيء مرة بحلل من اليمن فقسمها بين أبناء الصحابة ولم يعطهما منها شيئاً، وقال: ليس فيها شيء يصلح لهما، ثم بعث إلى نائب اليمن فاستعمل لهما حلتين تناسبهما.
وقال محمد بن سعد: أنبأنا قبيصة بن عقبة، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث قال: بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلاً فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء.
وقال الزبير بن بكار: حدثني سليمان بن الدراوردي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع الحسن والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر وهم صغار لم يبلغوا، ولم يبايع صغيراً إلا منا.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق