إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1292 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن


1292
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب‏.‏

لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه، فنصبت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون‏:‏ قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيب‏.‏

ثم قالوا‏:‏ قد جاءت، قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً‏.‏

ثم قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/208‏)‏

وأمر ابن زياد فنودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فذكر ما فتح الله عليه من قتل الحسين الذي أراد أن يسلبهم الملك ويفرق الكلمة عليهم، فقام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي‏.‏

فقال‏:‏ ويحك يا ابن زياد ‏!‏‏!‏ تقتلون أولاد النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين ‏!‏ فأمر به ابن زياد فقتل وصلب‏.‏

ثم أمر برأس الحسين فنصب بالكوفة وطيف به في أزقتها، ثم سيره مع زحر بن قيس ومعه رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام، وكان مع زحر جماعة من الفرسان، منهم‏:‏ أبو بردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي، فخرجوا حتى قدموا بالرؤوس كلها على يزيد بن معاوية‏.‏

قال هشام‏:‏ فحدثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي، عن أبيه، عن الغاز بن ربيعة الجرشي من حمير‏.‏

قال‏:‏ والله إني لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس فدخل على يزيد، فقال له يزيد‏:‏ ويحك ما وراءك‏؟‏

فقال‏:‏ أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك ونصره، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب وثمانية عشر من أهل بيته، وستون رجلاً من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال‏.‏

فغدونا إليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم، فجعلوا يهربون إلى غير مهرب ولا وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، لواذاً كما لاذ الحمام من صقر‏.‏

فوالله ما كانوا إلا جزر جزور، أو نومة قائل، حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مزملة، وخدودهم معفرة، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم‏.‏

قال‏:‏ فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال‏:‏ كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، ورحم الله الحسين‏.‏

ولم يصل الذي جاء برأسه بشيء‏.‏

ولما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد قال‏:‏ أما والله لو إني صاحبك ما قتلتك، ثم أنشد قول الحسين بن الحمام المري الشاعر‏:‏

يفلقن هاماً من رجالٍ أعزّةٍ * علينا وهم كانوا أعق وأظلما

قال أبو مخنف‏:‏ فحدثني أبو جعفر العبسي قال‏:‏ وقام يحيى بن الحكم -أخو مروان بن الحكم - فقال‏:‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/209‏)‏

لهام بجنب الطف أدنى قرابةً * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

سميةً أضحى نسلها عدد الحصى * وليس لآل المصطفى اليوم من نسل

قال‏:‏ فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال له‏:‏ اسكت‏.‏

وقال محمد بن حميد الرازي - وهو شيعي -‏:‏ حدثنا محمد بن يحيى الأحمري، ثنا ليث، عن مجاهد قال‏:‏ لما جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات‏:‏

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا * جزع الخزرج في وقع الأسل

فأهلّوا واستهلوا فرحاً * ثم قالوا لي هنياً لا تسل

حين حكت بفناء بركها * واستحر القتل في عبد الأسل

قد قتلنا الضعف من أشرافكم * وعدلنا ميل بدرٍ فاعتدل

قال مجاهد‏:‏ نافق فيها، والله ثم والله ما بقي في جيشه أحد إلا تركه أي‏:‏ ذمه وعابه‏.‏

وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين هل سّيره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا‏؟‏

على قولين، الأظهر منهما أنه سيره إليه، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة فالله أعلم‏.‏

وقال أبو مخنف‏:‏ عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله اليماني، عن القاسم بن بخيت، قال‏:‏ لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغره، ثم قال‏:‏ إن هذا وإيانا كما قال الحصين ابن الحمام المري‏:‏

يفلقن هاماً من رجال أعزةٍ * علينا وهم كادونا أعق وأظلما

فقال له أبو برزة الأسلمي‏:‏ أما والله لقد أخذ قضيبك هذا مأخذاً لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشفه، ثم قال‏:‏ ألا إن هذا سيجيء يوم القيامة وشفيعه محمد، وتجيء وشفيعك ابن زياد‏.‏

ثم قام فولى‏.‏

وقد رواه ابن أبي الدنيا، عن أبي الوليد، عن خالد بن يزيد بن أسد، عن عمار الدهني، عن جعفر‏.‏

قال‏:‏ لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد وعنده أبو برزة، وجعل ينكت بالقضيب فقال له‏:‏ ارفع قضيبك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمه‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/210‏)‏

قال ابن أبي الدنيا‏:‏ وحدثني مسلمة بن شبيب، عن الحميدي، عن سفيان، سمعت سالم بن أبي حفصة قال‏:‏ قال الحسن‏:‏ لما جيء برأس الحسين جعل يزيد



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق