إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1291 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن


1291
  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب‏.‏

وممن قتل مع الحسين بكربلاء، أخوه من الرضاعة عبد الله بن بقطر، وقد قيل‏:‏ إنه قتل قبل ذلك حيث بعث معه كتاباً إلى أهل الكوفة، فحمل إلى ابن زياد فقتله، وقتل من أهل الكوفة من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلاً سوى الجرحى، فصلى عليهم عمر بن سعد ودفنهم‏.‏

ويقال‏:‏ إن عمر بن سعد أمر عشرة فرسان فداسوا الحسين بحوافر خيولهم حتى ألصقوه بالأرض يوم المعركة، وأمر برأسه أن يحمل من يومه إلى ابن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحي، فلما انتهى به إلى القصر وجده مغلقاً، فرجع به إلى منزله فوضعه تحت إجانة، وقال لامرأته نوار بنت مالك‏:‏ جئتك بعز الدهر‏.‏

فقالت‏:‏ وما هو‏؟‏

فقال‏:‏ برأس الحسين‏.‏

فقالت‏:‏ جاء الناس بالذهب والفضة، وجئت أنت برأس ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ والله لا يجمعني وإياك فراش أبداً، ثم نهضت عنه من الفراش واستدعى بامرأة له أخرى من بني أسد فنامت عنده‏.‏

قالت المرأة الثانية الأسدية‏:‏ والله ما زلت أرى النور ساطعاً من تلك الإجانة إلى السماء، وطيوراً بيضاء ترفرف حولها، فلما أصبح غدا به إلى ابن زياد فأحضره بين يديه‏.‏

ويقال‏:‏ إنه كان معه رؤوس بقية أصحابه، وهو المشهور، ومجموعها اثنان وسبعون رأساً، وذلك أنه ما قتل قتيل إلا احتزوا رأسه وحملوه إلى ابن زياد، ثم بعث بها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية إلى الشام‏.‏

قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا حسين، ثنا جرير، عن محمد، عن أنس قال‏:‏ أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس‏:‏ إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوباً بالوشمة‏.‏

ورواه البخاري في ‏(‏المناقب‏)‏ عن محمد بن الحسين بن إبراهيم - هو ابن إشكاب - عن حسين بن محمد، عن جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن أنس فذكره‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/207‏)‏

وقد رواه الترمذي، من حديث حفصة بنت سيرين، عن أنس قال‏:‏ حسن صحيح، وفيه‏:‏ فجعل ينكت بقضيب في أنفه ويقول‏:‏ ما رأيت مثل هذا حسناً‏.‏

وقال البزار‏:‏ حدثنا مفرج بن شجاع بن عبيد الله الموصلي، ثنا غسان بن الربيع، ثنا يونس بن عبيدة، عن ثابت وحميد، عن أنس قال‏:‏ لما أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه ويقول‏:‏ لقد كان - أحسبه قال جميلاً -

فقلت‏:‏ والله لأسوءنك، إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث يقع قضيبك‏.‏

قال‏:‏ فانقبض‏.‏

تفرد به البزار من هذا الوجه، وقال‏:‏ لا نعلم رواه عن حميد غير يونس بن عبدة، وهو رجل من أهل البصرة مشهور، وليس به بأس‏.‏

ورواه أبو يعلى الموصلي‏:‏ عن إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس فذكره‏.‏

ورواه قرة بن خالد، عن الحسن، عن أنس فذكره‏.‏

وقال أبو مخنف‏:‏ عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال‏.‏

دعاني عمر بن سعد فسرحني إلى أهله لأبشرهم بما فتح الله عليه وبعافيته، فأجد ابن زياد قد جلس للناس، وقد دخل عليه الوفد الذين قدموا عليه فدخلت فيمن دخل، فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه، وإذا هو ينكت فيه بقضيب بين ثناياه ساعة‏.‏

فقال له زيد بن أرقم‏:‏ ارفع هذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت شفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هاتين الثنيتين يقبلهما، ثم انفضخ الشيخ يبكي‏.‏

فقال له ابن زياد‏:‏ أبكى الله عينك، فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك‏.‏

قال‏:‏ فنهض فخرج، فلما خرج قال الناس‏:‏ والله لقد قال زيد بن أرقم كلاماً لو سمعه ابن زياد لقتله‏.‏

قال‏:‏ فقلت ما قال‏؟‏ قالوا‏:‏ مر بنا وهو يقول‏:‏

ملك عبد عبيداً * فاتخذهم تليداً

أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة، وأمرتم ابن مرجانة فهو يقتل خياركم ويستعبد شرار كم، فبعداً لمن رضي بالذل‏.‏

وقد روي من طريق أبي داود بإسناده عن زيد بن أرقم بنحوه‏.‏

ورواه الطبراني من طريق ثابت عن زيد‏.‏

وقد قال الترمذي‏:‏ حدثنا واصل بن عبد الأعلى، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير قال‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق