إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 مارس 2015

1269 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن ذكر من توفي فيها من الأعيان‏:‏


1269
 
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 ذكر من توفي فيها من الأعيان‏:‏

وقيل‏:‏ في ذي القعدة، وكان متآلهاً متكبراً، وسلط عمرو بن الزبير - وكان عدواً لأخيه عبد الله - على حربه وجرده له، وجعل عمرو بن سعيد يبعث البعوث إلى مكة لحرب ابن الزبير‏.‏

وقد ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏ أن أبا شريح الخزاعي قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة‏:‏ إيذن لي أيها الأمير أن أحدثك حديثاً قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح‏.‏

سمعته أذناي ووعاه قلبي حين تكلم به إنه حمد الله وأثنى عليه وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، وأنه لم يحل القتال فيها لأحد كان قبلي، ولم تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار، ثم قد صارت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏(‏‏(‏فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا‏:‏ إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم‏)‏‏)‏‏.‏

فقيل لأبي شريح‏:‏ ما قال لك‏؟‏

فقال‏:‏ قال لي نحن أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصياً ولا فاراً بدم، ولا فاراً بخربة‏.‏

قال الواقدي‏:‏ ولىّ عمرو بن سعيد شرطة المدينة عمرو بن الزبير فتتبع أصحاب أخيه ومن يهوى هواه، فضربهم ضرباً شديداً حتى ضرب من جملة من ضرب أخاه المنذر بن الزبير، وأنه لا بد أن يأخذ أخاه عبد الله في جامعة من فضة حتى يقدم به على الخليفة‏.‏

فضرب المنذر بن الزبير، وابنه محمد بن المنذر، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، وخبيب بن عبد الله بن الزبير، ومحمد بن عمار بن ياسر وغيرهم، ضربهم من الأربعين إلى الخمسين إلى الستين جلدة‏.‏

وفرَّ منه عبد الرحمن بن عثمان التيمي، وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل في أناس من مكة، ثم جاء العزم من يزيد إلى عمرو بن سعيد في تطلب ابن الزبير، وأنه لا يقبل منه وإن بايع حتى يؤتى به إليّ في جامعة من ذهب أو من فضة تحت برنسه، فلا ترى إلا أنه يسمع صوتها‏.‏

وكان ابن الزبير قد منع الحارث بن خالد المخزومي من أن يصلي بأهل مكة، وكان نائب عمرو بن سعيد عليها فحينئذ صمم عمرو على تجهيز سرية إلى مكة بسبب ابن الزبير، فاستشار عمرو بن سعيد عمرو بن الزبير‏:‏ من يصلح أن نبعثه إلى مكة لأجل قتاله ‏؟‏‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/160‏)‏

فقال له عمرو بن الزبير‏:‏ إنك لا تبعث إليه من هو أنكى له مني‏.‏

فعينه على تلك السرية وجعل على مقدمته أُنيس بن عمرو الأسلمي في سبعمائة مقاتل‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ إنما عينهما يزيد بن معاوية نفسه، وبعث بذلك إلى عمرو بن سعيد، فعسكر أنيس بالجرف وأشار مروان بن الحكم على عمرو بن سعيد أن لا يغزو مكة، وأن يترك ابن الزبير بها، فإنه عما قليل إن لم يقتل يمت‏.‏

فقال أخوه عمرو بن الزبير‏:‏ والله لنغزونه ولو في جوف الكعبة على رغم أنف من رغم‏.‏

فقال مروان‏:‏ والله إن ذلك ليسرني‏.‏

فسار أنيس واتبعه عمرو بن الزبير في بقية الجيش - وكانوا ألفين - حتى نزل بالأبطح‏.‏

وقيل‏:‏ بداره عند الصفا، ونزل أنيس بذي طوى، فكان عمرو بن الزبير يصلي بالناس، ويصلي وراءه أخوه عبد الله بن الزبير‏.‏

وأرسل عمرو إلى أخيه يقول له‏:‏ برّ يمين الخليفة، وأتهِ وفي عنقك جامعة من ذهب أو فضة، ولا تدع الناس يضرب بعضهم بعضاً، واتق الله فإنك في بلد حرام‏.‏

فأرسل عبد الله يقول لأخيه‏:‏ موعدك المسجد‏.‏

وبعث عبد الله بن الزبير عبد الله بن صفوان بن أمية في سرية فاقتتلوا مع عمرو بن أنيس الأسلمي، فهزموا أنيساً هزيمة قبيحة، وتفرق عن عمرو بن الزبير أصحابه، وهرب عمرو إلى دار ابن علقمة‏.‏

فأجاره أخوه عبيدة بن الزبير، فلامه أخوه عبد الله بن الزبير وقال‏:‏ تجير من في عنقه حقوق الناس‏؟‏

ثم ضربه بكل من ضربه بالمدينة إلا المنذر بن الزبير وابنه فإنهما أبيا أن يستقيدا من عمرو، وسجنه ومعه عارم، فسمي سجن عارم‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن عمرو بن الزبير مات تحت السياط والله أعلم‏.‏

قصة الحسين بن علي وسبب خروجه من مكة في طلب الإمارة وكيفية مقتله

ولنبدأ قبل ذلك بشيء من ترجمته ثم نتبع الجميع بذكر مناقبه وفضائله‏.‏

هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو عبد الله، القرشي الهاشمي، السبط الشهيد بكربلاء ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء، وريحانته من الدنيا‏.‏

ولد بعد أخيه الحسن، وكان مولد الحسن في سنة ثلاث من الهجرة‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ إنما كان بينهما طهر واحد ومدة الحمل، وولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع‏.‏

وقال قتادة‏:‏ ولد الحسين لست سنين وخمسة أشهر ونصف من التاريخ‏.‏

وقتل يوم الجمعة، يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف رضي الله عنه‏.‏

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حنكه وتفل في فيه ودعا له وسماه حسيناً، وقد كان سماه أبوه قبل ذلك حرباً‏.‏

وقيل‏:‏ جعفراً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/161‏)‏

وقيل‏:‏ إنما سماه يوم سابعه وعق عنه‏.‏

وقال جماعة‏:‏ عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه به ما بين أسفل من ذلك‏.‏

وقال الزبير بن بكار‏:‏ حدثني محمد بن الضحاك الحزامي‏.‏

قال‏:‏ كان وجه الحسن يشبه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق