1260
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن
وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره: سئل المعافى بن عمران أيهما أفضل؟
معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟
فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين؟ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوا لي أصحابي وأصهاري، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)).
وكذا قال الفضل بن عتيبة.
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.
وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟
فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء.
وقال ابن مبارك: عن محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة.
قال: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنسان شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطاً.
وقال بعض السلف: بينما أنا على جبل بالشام إذ سمعت هاتفاً يقول: من أبغض الصديق فذاك زنديق، ومن أبغض عمر فإلى جهنم زمراً، ومن أبغض عثمان فذاك خصمه الرحمن، ومن أبغض علياً فذاك خصمه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغض معاوية سحبته الزبانية إلى جهنم الحامية، يرمى به في الحامية الهاوية.
(ج/ص: 8/149)
وقال بعضهم: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية، إذ جاء رجل فقال عمر: يا رسول الله هذا يتنقصنا، فكأنه انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: يا رسول الله إني لا أتنقص هؤلاء ولكن هذا - يعني: معاوية -.
فقال: ((ويلك أوليس هو من أصحابي؟)) قالها ثلاثاً، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حربة فناولها معاوية فقال: ((جابها في لبته)).
فضربه بها وانتبهت فبكرت إلى منزلي فإذا ذلك الرجل قد أصابته الذبحة من الليل ومات، وهو راشد الكندي.
وروى ابن عساكر: عن الفضيل بن عياض أنه كان يقول: معاوية من الصحابة، من العلماء الكبار، ولكن ابتلى بحب الدنيا.
وقال العتبي: قيل لمعاوية أسرع إليك الشيب؟
فقال: كيف لا ولا أزال أرى رجلاً من العرب قائماً على رأسي يلقح لي كلاماً يلزمني جوابه، فإن أصبت لم أحمد، وإن أخطأت سارت بها البرود.
وقال الشعبي وغيره: أصابت معاوية في آخر عمره لوقة.
وروى ابن عساكر في ترجمة خديج الخصي مولى معاوية قال: اشترى معاوية جارية بيضاء جميلة فأدخلتها عليه مجردة، وبيده قضيب، فجعل يهوي به إلى متاعها - يعني: فرجها - ويقول: هذا المتاع لو كان لي متاع، اذهب بها إلى يزيد بن معاوية.
ثم قال: لا !
ادع لي ربيعة بن عمرو الجرشي - وكان فقيهاً - فلما دخل عليه قال: إن هذه أتيت بها مجردة فرأيت منها ذاك وذاك، وإني أردت أن أبعث بها إلى يزيد.
قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين ! فإنها لا تصلح له.
فقال: نعم ما رأيت.
قال: ثم وهبها لعبد الله بن مسعدة الفزاري مولى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أسود.
فقال له: بيض بها ولدك، وهذا من فقه معاوية ونحريه، حيث كان نظر إليها بشهوة، ولكنه استضعف نفسه عنها، فتحرج أن يهبها من ولده يزيد لقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 22].
وقد وافقه على ذلك الفقيه ربيعة بن عمرو الجرشي الدمشقي.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق