1249
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن
ولكن في الأسانيد إليهما غرابة، ثم أورد عن علي في ذلك غرائب كثيرة عن غيره أيضاً.
وقال أبو عوانة: عن سليمان، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو.
قال: كان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد الصيدلاني، ثنا السري، عن عاصم، ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه هشام بن عروة، عن عائشة.
قالت: لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم، دق الباب داق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((انظروا من هذا؟))
قالوا: معاوية.
قال: ((ائذنوا له))، فدخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: ((ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟))
قال: قلم أعددته لله ولرسوله.
فقال له: ((جزاك الله عن نبيك خيراً، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله، كيف بك لو قمصك الله قمصاً)) - يعني: الخلافة -؟
فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه وقالت: يا رسول الله، وإن الله مقمصه قميصاً؟
قال: ((نعم ! ولكن فيه هنات وهنات)).
فقالت: يا رسول الله فادع الله له.
فقال: ((اللهم اهده بالهدى، وجنبه الردى، واغفر له في الآخرة والأولى)).
قال الطبراني: تفرد به السري، عن عاصم، عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن هشام.
وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث موضوعة، والعجب منه مع حفظه واطلاعه كيف لا ينبه عليها وعلى نكارتها وضعف رجالها، والله الموفق للصواب.
وقد أوردنا من طريق أبي هريرة، وأنس، وواثلة بن الأسقع مرفوعاً: ((الأمناء ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية)). (ج/ص: 8/129)
ولا يصح من جميع وجوهه.
ومن رواية ابن عباس: ((الأمناء سبعة: القلم، واللوح، وإسرافيل، وميكائيل، وجبريل، وأنا، ومعاوية)).
وهذا أنكر من الأحاديث التي قبله، وأضعف إسناداً.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني: ابن صالح - عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السلمي.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: ((هلم إلى الغداء المبارك))، ثم سمعته يقول: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب))، تفرد به أحمد.
ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي.
وكذلك رواه أسد بن موسى، وبشر بن السري، وعبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح بإسناده مثله.
وفي رواية بشر بن السري: ((وأدخله الجنة)).
ورواه ابن عدي وغيره من حديث عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن عطاء، عن ابن عباس.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)).
وقال محمد بن سعد: ثنا سليمان بن حرب والحسين بن موسى الأشيب قال: ثنا أبو هلال محمد بن سليم، ثنا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد.
وقال الأشهب: قال أبو هلال: أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد، وقال سليمان بن حرب: أو حدثه مسلمة عن رجل أنه رأى معاوية يأكل، فقال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا لمخضد.
قال: أما إني أقول لك هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد وقه العذاب)).
وقد أرسله غير واحد من التابعين منهم الزهري، وعروة بن رويم، وجرير بن عثمان الرحبي الحمصي، ويونس بن ميسرة بن حلبس.
وقال الطبراني: ثنا أبو زرعة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان قالا: ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: ((اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب)).
قال ابن عساكر: وهذا غريب، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث العرباض الذي تقدم.
ثم روي من طريق الطبراني، عن أبي زرعة، عن أبي مسهر، عن سعيد، عن ربيعة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به)).
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن بحر، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية فقال: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به)).
وهكذا رواه الترمذي: عن محمد بن يحيى، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز به.
وقال: حسن غريب.
وقد رواه عمر بن عبد الواحد، ومحمد بن سليمان الحراني، كما رواه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، عن سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة. (ج/ص: 8/130)
ورواه محمد بن المصفى، عن مروان بن محمد الطاطري، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن أبي عميرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية فقال: ((اللهم علمه العلم، واجعله هادياً مهدياً، واهده واهد به)).
وقد رواه سلمة بن شبيب، وصفوان بن صالح، وعيسى بن هلال، وأبو الأزهر، عن مروان الطاطري، ولم يذكر أبا إدريس في إسناده.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق