1241
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن
ذكر من توفي فيها من الأعيان:
عبد الله بن عامر
ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي، ابن خال عثمان بن عفان، ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفل في فيه، فجعل يبتلع ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه لمسقاء، فكان لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء، وكان كريماً ممدحاً ميمون النقيبة.
استنابه عثمان على البصرة بعد أبي موسى، وولاه بلاد فارس بعد عثمان بن أبي العاص، وعمره إذ ذاك خمساً وعشرين سنة، ففتح خراسان كلها، وأطراف فارس وسجستان وكرمان وبلا غزنة.
وقتل كسرى ملك الملوك في أيامه - وهو يزدجرد - ثم أحرم عبد الله بن عامر بحجة.
وقيل: بعمرة من تلك البلاد شكراً لله عز وجل، وفرق في أهل المدينة أموالاً كثيرةً جزيلةً، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها الماء المعين والعين، ولم يزل على البصرة حتى قتل عثمان، فأخذ أموال بيت المال وتلقى بها طلحة والزبير وحضر معهم الجمل.
ثم سار إلى دمشق ولم يسمع له ذكر في صفين، ولكن ولاه معاوية البصرة بعد صلحه مع الحسن، وتوفي في هذه السنة بأرضه بعرفات، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير.
له حديث واحد، وليس له في الكتب شيء، وروى مصعب الزبيري عن أبيه، عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل دون ماله فهو شهيد)).
وقد زوجه معاوية بابنته هند، وكانت جميلة، فكانت تلي خدمته بنفسها من محبتها له، فنظر يوماً في المرآة فرأى صباحة وجهها وشيبة في لحيته فطلقها، وبعث إلى أبيها أن يزوجها بشاب كأن وجهه ورقة مصحف.
توفي في هذه السنة.
وقيل: بعدها بسنة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق