567
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة
المبحث الأول : الخوارج
سابعًا: من أهم صفات الخوارج
أهم مظاهر الغلو في العصر الحديث:
إن مظاهر الغلو في العصر الحديث كثيرة منها:
4- الطعن في العلماء العاملين:
يشهد عصرنا حملة غريبة وظاهرة عجيبة ألا وهي الاعتداء على هيبة العلماء العاملين, وطعنهم بخناجر الزيغ والضلال, ولقد شهدت الصحف والمجلات, والكتب والمقالات, وقاعات الدروس والحلقات نماذج كثيرة من تلك الحملات, فجلب على أمة الإسلام أبلغ الأضرار, فشتت الشمل المشتت, وفرق الجمع المفرق, وعمق الشق الغائر, ولا شك أن للطعن في العلماء أسبابًا منها: التعلم بدون مُعلم, الفهم الخاطئ لبعض عبارات العلماء, واتباع الهوى, والحسد, وقد لجأ بعض الشباب إلى أسلوب سيء ألا وهو تتبع عورات العلماء وزلاتهم, وتصيد أقوالهم, وشواذ آرائهم, وتحريف كلمهم عن مقصودهم, فعلوا ذلك ليبرروا حملتهم الشعواء في الطعن على العلماء قديمًا وحديثًا ممن يخالف آراءهم, ولا يقر مناهجهم الحائدة عن الاعتدال, ولقد كان فعلهم هذا وبالاً على الإسلام, وقرة عين لأعداء الإسلام من بني صهيون وعابدي الأوثان, وإن هذا المسلك المشين الذي يدل على جهل صاحبه أو مرضه وحقده, قد حذر منه العلماء لخطورته على المسلمين, ولأنه تنفيذ لمخطط أعداء الدين, وتحقيق لأغراضهم بلا تعب ولا نصب( ), يقول ابن تيمية رحمه الله وهو ينهى عن رواية الأقوال الضعيفة عن الأئمة والعلماء: ومثل هذه المسألة الضعيفة, ليس لأحد أن يحكيها عن إمام من أئمة المسلمين لا على وجه القدح فيه, ولا على وجه المتابعة له فيها, فإن ذلك ضرب من الطعن في الأئمة واتباع الأقوال الضعيفة, وبمثل ذلك صار وزير التتار يلقى الفتنة بين مذاهب أهل السنة حتى يدعوهم إلى الخروج عن السُّنة والجماعة, ويوقعهم في مذهب الرافضة وأهل الإلحاد( ), إن الذين يطعنون في علماء الأمة العاملين يخدمون المخططات اليهودية والنصرانية والطاغوتية والاستخباراتية سواءً أشعروا بذلك أم لا, والذين لا يزالون يطعنون في علماء الأمة بفعلهم هذا يكونون قد ابتعدوا عن منهج أهل السنة الجماعة الذي يقول: وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر, وأهل الفقه والنظر, لا يذكرون إلا بالجميل, ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل( ), وليعلم الذين يطعنون في علماء الأمة العاملين أن لحوم العلماء مسمومة, وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة, وما يدري هذا المتعالم أن الاعتبار في الحكم على الأشخاص بكثرة الفضائل! قال ابن القيم رحمه الله: ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالحة وآثار حسنة, وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور, بل مأجور لاجتهاده, فلا يجوز أن يُتبع فيها, ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين( ). فمن يبقى لأمة الإسلام إذا طُعن في علمائهم؟, سيبقى شباب أحداث, لا يحسنون التلاوة, ولا تستقيم لهم لغة, وليس لهم باع طويلة ولا قصيرة في كثير من علوم الشرع؟!.
إن أسلوب الطعن في العلماء قرة عين لأعداء الإسلام؛ لأنه ينشئ جيلاً بلا قادة, وهل رأيتم جيلاً بلا قادة قد أفلح؟
إن أسوأ ما في الأمم السابقة علماؤهم وأحبارهم, فقد كثر فيهم الضالون المضلون, قال تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ" [التوبة:34].
وأفضل ما في الإسلام علماؤه الربانيون العاملون, قال الشعبي: كل أمة علماؤها شرارها إلا المسلمين, فإن علماءها خيارها( ), ووضح ذلك ابن تيمية فقال: وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون, وإنما يضلهم علماؤهم, فعلماؤهم شرارهم, والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم, فعلماؤهم خيارهم( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق