إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

192 عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة الفصل الثاني : بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه المبحث الأول : بيعة معاوية وأهم صفاته وثناء العلماء عليه : ثالثاً : ثناء العلماء على معاوية ودخول دولة بني أميه في خير القرون : 19- قال ابن خلدون رحمه الله :



192


عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة

الفصل الثاني : بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه

المبحث الأول : بيعة معاوية وأهم صفاته وثناء العلماء عليه :

ثالثاً : ثناء العلماء على معاوية ودخول دولة بني أميه في خير القرون :

19- قال ابن خلدون رحمه الله :

وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدول الخلفاء وأخبارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة.... والحق إن معاوية في عداد الخلفاء وإنَّما أَخَّره المؤرخون في التأليف عنهم لأمرين :

الأول : إن الخلافة لعهده كانت مغالبة لأجل ما قدّمناه من العصبية التي حدثت لعصره, وأما قبل ذلك فكانت اختياراً واجتماعاً, فيمَّيزوا بين الحالتين. فكان معاوية أوّل خلفاء المغالبة والعصبَّية الذين يعبرّ عنهم أهل الأهواء بالملوك, ويشبِّهون بعضهم ببعض, وحاش لله أن يشبَّه معاوية بأحد ممَّن بعده. فهو من الخلفاء الراشدين ومن كان تلوه في الدين والفضل من الخلفاء المروانيَّة ممن تلاه في المرتبة كذلك وكذلك من بعدهم من خلفاء بني العباس, ولا يقال : إن الملك أدون رتبة من الخلافة, فكيف يكون خليفة ملكاً, واعلم أن الملك الذي يخالف بل ينافي الخلافة هي الجبروتّية المعبَّر عنها بالكسروية التي أنكرها عمر على معاوية حين رأى ظواهرها, وأما الملك الذي هو الغلبه والقهر بالعصبية والشوكة فلا ينافي الخلافة ولا النبوَّة, فقد كان سليمان بن داود وأبوه صلوات الله عليهما نبيَّين ومَلِكيْن كانا على غاية الاستقامة في دنياهما وعلى طاعة ربِّهما عز وجل. ومعاوية لم يطالب ولا أبَّهته للاستكثار في الدنيا, وإنما ساقه أمر العصبية بطابعها لمّا استولى المسلمون على الدولة كلّها, وكان هو خليفتهم فدعاهم بما يدعو الملوك إليه قومهم عندما تستفحل العصبية وتدعو لطبيعة الملك وكذلك شأن الخلفاء أهل الدين من بعده, إذا دعتهم ضرورة الملك إلى استفحال أحكامه ودواعيه والقانون في ذلك عرض أفعالهم على الصحيح من الأخبار, لا بالواهي, فمن جرت أفعاله عليها فهو خليفة النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين, ومن خرجت أفعاله من ذلك فهو من ملوك الدنيا, وإن سميّ خليفة بالمجاز.

الأمر الثاني : في ذكر معاوية مع خلفاء بني أميه دون الخلفاء الأربعه إنهم كانوا أهل نسب واحد, وعظيمهم معاوية فجعل مع أهل نسبه والخلفاء الأولون مختلفون الأنساب, فجعلوا في نمط واحد, وألحق بهم عثمان وإن كان من أهل هذا النسب للحوقه بهم قريباً في الفضل . وكلام بن خلدون ليس على اطلاقه وفيه نوع من المبالغة فهذه بعض أقوال علماء الأمة من الصحابة والتابعين ومن تلاهم على الثناء على معاوية رضي الله عنه ملوك المسلمين ومن خيارهم الذين غلب عدلهم وظلمهم وما هو ببريء من الهنات والله يعفو عنه, وهو على دين كما قال عن نفسه : يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات, ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو عمن يشاء, ولقد تعّرض معاوية رضي الله عنه ودولته ودولة بني أميه عموماً لسهام بعض الكتاّب, وزعم بعضهم أنها دولة مدينه, وقال بعضهم : أنها كانت دولة عربية ولم تكن دولة إسلامية؛ بل قال بعضهم : إنها دولة علمانية لاصلة لها بالدين, ولا بالأخلاق, وهذه فرية تكذبها حقائق الدين وشواهد التاريخ, أما حقائق الدين, فقد بدأت دولة بني أمية 40 هـ من الهجرة, واستمرت إلى سنة 132 هـ. فقد شملت القرون الثلاثة التي هي خير قرون الأمة : قرن الصحابة, وقرن التابعبن, وقرن أتباع التابعين  وهي التي جاءت بها الأحاديث الصحاح المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل حديث ابن مسعود؛ خير القرون قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم , ومثله حديث عمران بن حصين : خيركم قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم قال عمران : لا أدري : أذكر النبي بعد قرنين أو ثلاثة  وكذلك حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً : قال يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال : فيكم من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال : نعم, فيفتح. ثم يأتي زمان, فيقال : فيكم من صحب من صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقال : نعم فيفتح .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق