إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

169 عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة الفصل الثاني : بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه المبحث الأول : بيعة معاوية وأهم صفاته وثناء العلماء عليه : ثانياً : أهم صفات معاوية رضي الله عنه: أشتهر معاوية رضي الله عنه بصفات كثيرة من أهمها 4- عقليته الفذه وقدرته على الاستيعاب :


169

عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة

الفصل الثاني : بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه

المبحث الأول : بيعة معاوية وأهم صفاته وثناء العلماء عليه :

ثانياً : أهم صفات معاوية رضي الله عنه:

أشتهر معاوية رضي الله عنه بصفات كثيرة من أهمها

4- عقليته الفذه وقدرته على الاستيعاب :

ب ـ ثابت بن قيس بن الخطيم الانصاري رضي الله عنه :

كان ثابت بن قيس بن الخطيم, شديد النفس, وكان له بلاء مع علي بن أبي طالب, واستعمله علي بن طالب على المدائن, فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفه, وكان معاوية يتقي مكانه. انصرف ثابت بن قيس إلى منزله فوجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر يريدون أن يكتبو إلى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف,... فقال : ما هذا, فقالوا : نريد أن نكتب إلى معاوية. فقال ما تصنعون أن يكتب اليه جماعة؟ ! يكتب إليه رجل منا فإن كانت كائنة برجل منكم فهو خير من أن تقع بكم جميعاً وتقع أسماؤكم عنده فقالوا : فمن ذلك الذي يبذل نفسه لنا؟ قال : أنا. قالوا : فشأنك, فكتب إليه وبدأ بنفسه فذكر أشياء منها : نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. وقال : حبست حقوقنا واعتديت علينا وظلمتنا, ومالنا إليك ذنب إلا نصرتنا للنبي صلى الله عليه وسلم, فلما قدم كتابه إلى معاوية دفعه إلى يزيد فقرأه ثم قال له : ما الرأي, فقال : تبعث فتصلبه على بابه, فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم, فقالوا : تبعث إليه حتى تقدم به ههنا وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه, ثم تصلبه. فقال : هل عندكم غير هذا؟ قالوا : لا, فكتب إليه : قد فهمت كتابك, وما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك فأنظرني ثلاثاً, فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه, وصبَّحهم العطاء في اليوم الرابع . فهذا الخبر فيه موقف كبير لأمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه في الحكمة والسياسة, فهو بعد أن استشار ابنه يزيد بعض وجهاء الشام لم يعجبه رأيهم ولم يوافقهم على أخذ الناس بالشدة والعنف والجبروت, بل سارع إلى إرسال عطاء الأنصار رضي الله عنهم, ولم يؤاخذ ثابت بن قيس رضي الله عنه على شدة اللهجة في كتابة إليه, وبهذا التصرف الحكيم والسياسة الرشيدة لم يخسر شيئاً بل كسب رضى الأنصار عنه ورضى غيرهم ممن يطلع على خبره معهم, ولو أنه أخذ بمشورة السذج المتجبرين فبطش بصاحب ذلك الكتاب لثار عليه الأنصار, ولناصرهم طوائف من المسلمين لشهرتهم ومكانتهم في الإسلام .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق