إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

164 عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة الفصل الثاني : بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه المبحث الأول : بيعة معاوية وأهم صفاته وثناء العلماء عليه : ثانياً : أهم صفات معاوية رضي الله عنه: أشتهر معاوية رضي الله عنه بصفات كثيرة من أهمها 1- العلم والفقه:


164

عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة

الفصل الثاني : بيعة معاوية وأهم صفاته ونظام حكمه

المبحث الأول : بيعة معاوية وأهم صفاته وثناء العلماء عليه :

ثانياً : أهم صفات معاوية رضي الله عنه:

أشتهر معاوية رضي الله عنه بصفات كثيرة من أهمها

1- العلم والفقه:

استفاد معاوية رضي الله عنه من ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم علماً وتربية وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيره قد ذكرت بعضها وقد روى له البخاري ومسلم مع شرطهما أن لا يرويان إلا عن ثقة ضابط صدوق  وشهد له ابن عباس بالفقة, فعن ابن أبي مليكة قال: قيل لابن عباس رضي الله عنه: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب إنه فقيه رواه البخاري . قال الشرّاح: أي مجتهد, وفي رواية أُخرى للبخاري عن أبي مليكة قال : أوتر معاوية : رضي الله عنه - بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فأتى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: دَعْهُ فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ من فضلاء الصحابة، ويُلقّب: البحر، لسعة علمه وحبر الأمة، وترجمان القرآن، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم والحكمة والتأويل، فاستجيب وكان من خواص أصحاب علي رضي الله عنه وشديد الإنكار على أعدائه، وأرسله علي رضي الله عنه ليحاج الخوارج فحاجهم حتى لم يبق لهم حجة، فإذا شهد مثله لمعاوية بأنه مجتهد وكف مولاه عن الإنكار مستدلاً بأنه من الصحابة ، كما أنه كان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره مفتى الحرمين أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري في خلاصة السير إن كتَّابه صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر: الخلفاء الأربعة وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقم، وأبي بن كعب، وثابت بن قيس بن شماس، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسلمي، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وكان معاوية وزيد ألزمهم لذلك وأخصهم به ، كما أن الفقهاء يعتمدون على اجتهاده ويذكرون مذهبه كسائر الصحابة، كقولهم: ذهب معاذ بن جبل، ومعاوية وسعيد بن المسيب إلى أن المسلم يرث الكافر وقولهم: روى  استلام الركنين اليمانيين عن الحسن أو الحسين وصح عن معاوية. وقال أبو الدراء الصحابي لأهل الشام: ما رأيت أحد أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من إمامكم هذا ـ يعني معاوية  وكان رضي الله عنه حريصاً على تعليم الناس العلم، فعن أبي أمامة سهل بن حنيف قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر أذن المؤذن قال: الله أكبر الله أكبر، قال معاوية: الله أكبر الله أكبر. قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية: وأنا فقال: أشهد أن محمداً رسول الله، فقال معاوية: وأنا. فلما قضي التأذين قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المجلس ـ حين أذن المؤذن ـ يقول ما سمعتم مني من مقالتي ، وكان رضي الله عنه يحث الناس على الفقه في الدين ويروي لهم الأحاديث الدالة على أهمية التفقه في الدين، فعن الزهري قال أخبرني حميد قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم، ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً حتى تقوم الساعة. أو حتى يأتي أمر الله ، وكان رضي الله عنه يكاتب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعلم منهم ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: أكتب إلي ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى علي المغيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وقال ابن جريج أخبرني عدة أن وراداً أخبره بهذا. ثم وفدت بعد إلى معاوية فسمعته يأمر الناس بذلك القول ، وكان رضي الله عنه حريصاً على اتباع السنة النبوية، فعن سعيد بن المسيب، وعن حمد بن عبد الرحمن بن عوف: أن معاوية لما قدم المدينة في آخره مقدمه قدمها، قال على منبر رسول الله صلى : أين علماؤكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم ـ يوم عاشوراء ـ يقول: من شاء منكم أن يصومه فليصمه وفي رواية: وإني صائم، فصام الناس ، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينهي عن مثل هذا. وأخرج قصة من شعر من كمه، فقال: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم  يعني وصل المرأة شعرها بشعر آخر، وقد صح في عدد من الأحاديث لعن الواصلة والمستوصلة. وفي رواية أخرى أنه قال لهم إنكم أحدثتم أي حدث سوء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن (الزور) . سماه الرسول زوراً لما فيه من التزوير والتغيرير فهنا نراه حريصاً على إحياء سنة كصوم عاشوراء الذي رأى أن الناس أهملوه، كما نراه حريصاً على إماتة بدعة ظهرت في الناس، وهي تقليد اليهوديات بوصل الشعر . وروى عبد الرحمن بن هرمز الأعرج: أن العباس بن عبد الله بن عباس أنكح عبد الرحمن بن الحكم ابنته، وأنكحه عبد الرحمن ابنته، وقد جعلا ـ أي العقدين ـ صداقاً ( أي كل منهما صداق الأخرى ، فكتب معاوية بن أبي سفيان ـ وهو خليفة ـ إلى مروان، يأمره بالتفريق بينهما، وقال في كتابه: هذا السِّفار الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو يراعي إقامة السنة في حياة الناس في الأمور كلها، أمور الفرد، وأمور الأسرة، وأمور الجماعة، ، وكان رضي الله عنه لا يروي الحديث عن رسول الله إلا بمناسبة اقتضته فقد ورد أنه دخل على عبد الله بن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر له، ولم يقم ابن الزبير، فقال معاوية: مَهْ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يَمثُل له عباد الله قياماً، فليتبوّأ مقعده من النار . وعن مجاهد وعطاء عن ابن عباس: أن معاوية أخبره أن رسول الله قصر من شعره ـ أي في العمرة ـ بمِشْقَص، فقلنا لابن عباس: ما بلغنا هذا إلا عن معاوية. فقال: ما كان معاوية على رسول الله متّهماً ، وكان رضي الله عنه يهتم بمذاكرة العلم ويحرص عليه، فعن عبد الله بن الحارث قال: دخلت مع ابن عباس على معاوية فأجلسه على السرير، وفي تلك القصة سأله معاوية عن مسألة فقهية، وكان رضي الله عنه يعلم الناس ويحثهم على سؤاله والاستفادة من علمه، فقد خطب يوم جمعة وقال: أيها الناس أعقلوا قولي، فلن تجدوا أعلم بأمور الدنيا والآخرة مني، أقيموا وجوهكم وصفوفكم في الصلاة فلتقيمن وجوهكم وصفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم، خذوا على أيدي سفهائكم أو ليسلطنهم الله عليكم، فليسومنكم سوء العذاب، تصدقوا لا يقولنَّ الرجل: إني مقلُّ. فإن صدقة المقلِّ أفضل من صدقة الغنى، إياكم وقذف المحصنات، وأن يقول الرجل: سمعت: وبلغني فلو قذف أحدكم امرأة على عهد نوح لسُئل عنها يوم القيامة . وكان رضي الله عنه حريصاً على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما دخل مكة سأل ابن عمر أين صلى رسول الله؟ فقال: اجعل بينك وبين الجدار ذراعين أو ثلاثة  وله اجتهاد في تعيين ليلة القدر، فقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن معاوية قال: ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين ، وكان يعترف بالحجة والبرهان لغيره، فعن ابن عباس أنه طاف مع معاوية وكان معاوية يستلم الأركان بالبيت، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: إنه لا يستلم هذان الركنان. فقال: ليس شيء من البيت مهجوراً  وجاء في رواية: فقال له ابن عباس ((لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة)) (الأحزاب ، آية : 21) فقال معاوية: صدقت ، ومن الأحكام التي قضاها معاوية، رضي الله عنه ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن معقل قال: ما رأيت قضاء أحسن من قضاء قضى به معاوية: نرث أهل الكتاب ولا يرثونا، كما يحل النكاح فيهم ولا يحل لهم ومن المسائل الفقهية التي أثرت عن معاوية رضي الله عنه:

أ ـ أثر عنه رضي الله عنه أنه أوتر بركعة .
ب ـ أثر عنه رضي الله عنه الاستقاء بمن ظهر صلاحه .
جـ ـ أنه يجزيء إخراج نصف صاع من البر في زكاة الفطر  .
س ـ استحباب تطيب البدن لمن أراد الإحرام  .
ش ـ جواز بيع وشراء دور مكة  .
ع ـ التفريق بين الزوجين بسبب العُنَّة  .
غ ـ وقوع طلاق السكران  .
ك ـ عدم قتل المسلم بالكافر قصاصاً 
ل- حبس القاتل حتى يبلغ ابن القتيل

وأما علومه في الفقه السياسي والسياسة الشرعية, ومقاصد الشريعة, وفقه الجهاد, فالكاتب سوف يحدثنا عن الكثير من فقه في إدارة الدولة وتحقيق أهدافها .

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق