إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 2 مايو 2014

556 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة المبحث الأول : الخوارج سابعًا: من أهم صفات الخوارج


556

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة

المبحث الأول : الخوارج

سابعًا: من أهم صفات الخوارج

إن الباحث في تاريخ فرقة الخوارج يلاحظ عدة صفات اتصف بها أتباع هذه الفرقة منها:

1- الغلو في الدين:

مما لا شك فيه أن الخوارج أهل طاعة وعبادة, فقد كانوا حريصين كل الحرص على التمسك بالدين وتطبيق أحكامه, والابتعاد عن جميع ما نهى عنه الإسلام, وكذلك التحرز التام عن الوقوع في أي معصية أو خطيئة تخالف الإسلام, حتى أصبح ذلك سمة بارزة في هذه الطائفة لا يدانيهم في ذلك أحد, ولا أدل على ذلك من قول رسول الله ×: «يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء, ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء»( ), وقال ابن عباس رضي الله عنهما يصفهم حينما دخل عليهم لمناظرتهم: دخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهادًا, جباههم قرحة من السجود وأياديهم كأنها ثفن( ) الإبل, وعليهم قمص مرحضة( ) مشمرين مسهمة وجهوههم من السهر( ). وعن جندب الأزدي قال: لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فانتهينا إلى معسكرهم, فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن( ), فقد كانوا أهل صيام وصلاة وتلاوة للقرآن, لكنهم تجاوزوا حد الاعتدال إلى درجة الغلو والتشدد, حيث قادهم هذا التشدد إلى مخالفة قواعد الإسلام بما تمليه عليهم عقولهم, كالقول بتكفير صاحب الكبيرة, وستأتي مناقشة عقائدهم وأفكارهم بإذن الله تعالى, ومنهم من بالغ في ذلك حتى على كل من ارتكب ذنبًا من الذنوب ولو كان صغيرًا فإنه كافر مشرك مخلد في النار( ), وكان من نتيجة هذا التشدد الذي خرج بهم عن حدود الدين وأهدافه السامية, أن كفَّروا كل من لم ير رأيهم من المسلمين ورموهم بالكفر أو النفاق, حتى إنهم استباحوا دماء مخالفيهم( ), ومنهم من استباح قتل النساء والأطفال من مخالفيه, كالأزارقة مثلاً( ), ولاشك أن الخوارج بما اتصفوا به من الجهل والتشدد والجفاء قد شوهوا محاسن الدين الإسلامي تشويهًا غريبًا, فإن هذا الإغراق في التأويل والاجتهاد أخرجهم عن روح الإسلام وجماله واعتداله, وهم في تعمقهم قد سلكوا طريقًا ما قال به محمد × ولا دعا إليه القرآن الكريم, وأما التقوى التي كانوا يظهرون بها فهي من قبيل التقوى العمياء والصلاح الذي كانوا يتزينون به في الظاهر. كان ظاهر التأويل بادي الزخرفة, وقد طمعوا في الجنة وأرادوا السعي لها عن طريق التعمق والتشدد والغلو في الدين غلوًا أخرجهم عن الحد الصحيح( ), ولذلك حذر النبي × من التعمق والتشدد في الدين لأنه مخالفة للاعتدال وسماحة الإسلام, وأخبر أن المتنطع مستحق للهلاك والخسران, فقد صح عنه × أنه قال: «هلك المتنطعون»( ) قالها ثلاثًا, فبهذا يتبين لنا شذوذ الخوارج, وكذلك من سار على منهجهم المبني على التعسف والتشدد المخالف لسماحة الإسلام ويسره, فإن الإسلام دين اليسر والسماحة, فقد قال ×: «إن الدين يسر, ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه, فسددوا وقاربوا»( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق