إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 2 مايو 2014

554 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة المبحث الأول : الخوارج خامسًا: معركة النهروان (38هـ)


554

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة

المبحث الأول : الخوارج

خامسًا: معركة النهروان (38هـ)

5- معاملة أمير المؤمنين علي للخوارج:

عامل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الخوارج قبل الحرب وبعدها معاملة المسلمين, فما أن انتهت المعركة حتى أصدر أمره في جنده أن لا يتبعوا مدبرًا, أو يذففوا على جريح, أو يُمثلوا بقتيل. يقول شقيق بن سلمة المعروف بأبي وائل –أحد فقهاء التابعين وممن شهد مع علي حروبه- لم يسب علي يوم الجمل ولا يوم النهروان( ), وقد حمل رثة أهل النهر إلى الكوفة وقال: من عرف شيئًا فليأخذه فجعل الناس يأخذون حتى بقيت قدر فجاء رجل وأخذها, وهذه الرواية لها طرق عدة( ), ولم يقسم بين جنده إلا ما حمل عليه الخوارج في الحرب من السلاح والكراع فقط, وأمير المؤمنين علي رضي الله عنه لم يكفر الخوارج, إذ قبل الحرب حاول إرجاعهم إلى الجماعة, وقد رجع كثير منهم, ووعظهم وخوفهم القتال, يقول ابن قدامة: وإنما كان كذلك لأن المقصود كفهم ودفع شرهم لا قتلهم, فإن أمكن لمجرد القول كان أولى من القتال, لما فيه من الضرر بالفريقين, وهذا يدل على أن الخوارج فرقة من المسلمين, كما قال بذلك كثير من العلماء( ).

وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يسميهم الفاسقين, فعن مصعب بن سعد قال: سألت أبي عن هذه الآية: +قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" [الكهف: 104،103] أهم الحرورية؟, قال: لا, هم أهل الكتاب اليهود والنصارى, أما اليهود فكذبوا بمحمد ×, وأما النصارى فكفروا بالجنة, وقالوا: ليس فيها طعام ولا شراب, ولكن الحرورية +وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ? الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" [البقرة:27،26] وكان سعد يسميهم الفاسقين( ), وفي رواية عن سعد رضي الله عنه أنه قال لما سئل عنهم: «هم قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم»( ).

وقد سُئل علي رضي الله عنه أكفارٌ هم؟ قال: من الكفر فروا, فقيل: منافقون؟, قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً, قيل: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم, وفي رواية: قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم, وفي رواية: قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا( ), كما أنه رضي الله عنه وجه نصيحة لجيشه وللأمة الإسلامية من بعده فقال: إن خالفوا إمامًا عادلاً فقاتلوهم, وإن خالفوا إمامًا جائرًا فلا تقاتلوهم فإن لهم مقالاً( ).

والملاحظ في قتال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للخوارج وقتاله في الجمل وصفين, أن عليًا رضي الله عنه ندم وحزن على قتاله في وقعة الجمل وصفين, أما في قتاله مع الخوارج فكان يظهر الفرح والسرور لقتالهم, قال ابن تيمية: فإن النص والإجماع فرق بين هذا وهذا, فإنه قاتل الخوارج بنص رسول الله ×, وفرح بذلك, ولم ينازعه فيه أحد من الصحابة, وأما القتال يوم صفين فقد ظهر منه من كراهته والندم عليه ما ظهر( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق