551
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة
المبحث الأول : الخوارج
خامسًا: معركة النهروان (38هـ)
2- تحريض أمير المؤمنين علي جيشه على القتال:
كان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يدرك أن هؤلاء القوم هم الخوارج الذين عناهم رسول الله × بالمروق من الدين, لذلك أخذ يحث أصحابه أثناء مسيرهم إليهم ويحرضهم على قتالهم, وكان لأحاديث رسول الله × في الخوارج أثرها لدى الصحابة وأتباع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه, فقد كان رضي الله عنه يحث جيشه على البدء بهؤلاء الخوارج, فقال: أيها الناس إني سمعت رسول الله ×: «يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن, ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء, ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء, ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء, يقرؤون القرآن, يحسبون أنه لهم وهو عليهم, لا تجاوز صلاتهم تراقيهم, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية», لو يعلم الجيش الذي يصيبونه ما قضى لهم على لسان نبيهم × لاتكلوا عن العمل, وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضد وليس له ذراع, على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعيرات بيض, فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام, وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم, والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام, وأغاروا في سرح الناس, فسيروا على اسم الله( ).وقال رضي الله عنه في يوم النهروان: أمرت بقتال المارقين.. وهؤلاء المارقون( ).
وعسكر الجيش في مقابلة الخوارج يفصل بينهما نهر النهروان, وأمر جيشه أن لا يبدؤوا بالقتال, حتى يجتاز الخوارج النهر غربًا, وأرسل علي رضي الله عنه رسله يناشدهم الله ويأمرهم أن يرجعوا, وأرسل إليهم البراء بن عازب رضي الله عنه يدعوهم ثلاثة أيام فأبوا( ), ولم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسله, واجتازوا النهر( ), وعندما بلغ الخوارج هذا الحد وقطعوا الأمل في كل محاولات الصلح وحفظ الدماء, ورفضوا عنادًا واستكبارًا العودة إلى الحق وأصروا على القتال, قام أمير المؤمنين بترتيب الجيش, وتهيئته للقتال( ), فجعل على ميمنته حجر بن عدي, وعلى الميسرة شبث بن ربعي, ومعقل بن قيس الرياحي, وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري, وعلى الرجالة أبا قتادة الأنصاري, وعلى أهل المدينة –وكانوا سبعمائة- قيس بن سعد بن عبادة, وأمر علي أبا أيوب الأنصاري أن يرفع راية أمان للخوارج ويقول لهم: من جاء إلى هذه الراية فهو آمن, ومن انصرف إلى الكوفة والمدائن فهو آمن, إنه لا حاجة لنا فيكم إلا فيمن قتل إخواننا, فانصرف منهم طوائف كثيرون, وكانوا أربعة آلاف, فلم يبق منهم إلا ألف أو أقل مع عبد الله بن وهب الراسبي, فرجعوا على عليّ وكان على ميمنتهم زيد بن حصن الطائي السنبيسي, وعلى الميسرة شريح بن أوفى, وعلى خيالتهم حمزة بن سنان, وعلى الرجالة حرقوص بن زهير السعدي, فوقفوا مقاتلين لعلي وأصحابه( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق