إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 2 مايو 2014

550 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة المبحث الأول : الخوارج خامسًا: معركة النهروان (38هـ)


550

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل السابع: موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة

المبحث الأول : الخوارج

خامسًا: معركة النهروان (38هـ)

1- سبب المعركة:

كانت الشروط التي أخذها أمير المؤمنين علي على الخوارج أن لا يسفكوا دمًا, ولا يروعوا آمنًا, ولا يقطعوا سبيلاً, وإذا ارتكبوا هذه المخالفات فقد نبذ إليهم الحرب, ونظرًا لأن الخوارج يكفِّرون من خالفهم ويستبيحون دمه وماله, فقد بدؤوا بسفك الدماء المحرمة في الإسلام, وقد تعددت الروايات في ارتكابهم المحظورات, ومما صح من هذه الروايات ما حدث به شاهد عيان كان من الخوارج ثم تركهم حيث قال: صحبت أصحاب النهر, ثم كرهت أمرهم, فكتمته خشية أن يقتلوني, فبينما أنا مع طائفة منهم, إذ أتينا على قرية وبيننا وبين القرية نهر, إذ خرج رجل من القرية مذعورًا يجر رداءه, فقالوا له: كأننا روعناك؟, قال: أجل, قالوا: لا روع لك, فقلت: والله يعرفونه ولم أعرفه, فقالوا: أنت ابن خباب صاحب رسول الله ×؟. قال: نعم, قالوا: عندك حديث تحدثناه عن أبيك عن النبي ×؟, قال: سمعته يقول: إنه سمع النبي × ذكر فتنة فقال: «القاعد فيها خير من القائم, والقائم فيها خير من الماشي, والماشي فيها خير من الساعي, فإن أدركتك فكن عبد الله المقتول», فأخذوه وسُرِّيَّة له معهم, فمر بعضهم على ثمرة ساقطة من نخلة, فأخذها فألقاها في فيه, فقال بعضهم: ثمرة معاهد فبم استحللتها؟ فألقاها من فيه ثم مروا على خنزير فنفحه بعضهم بسيفه فقال بعضهم: خنزير معاهد فبم استحللته؟, فقال عبد الله بن خباب: ألا أدلكم علىما هو أعظم عليكم حرمة من هذا؟ قالوا: نعم, قال: أنا, ولكنهم قدموه إلى النهر فضربوا عنقه, يقول الراوي: فرأيت دمه يسيل على الماء, كأنه شراك نعل اندفر بالماء حتى توارى عنهم( ), ثم دعوا بالسرية وهي حبلى, فبقروا عما في بطنها, يقول الراوي: لم أصحب قومًا هم أبغض إليّ صحبة منهم, حتى وجدت خلوة فانفلت( ). أثار هذا العمل الرعب بين الناس, وأظهر مدى إرهابهم ببقر بطن هذه المرأة وذبحهم عبد الله كما تُذبح الشاة, ولم يكتفوا بهذا بل صاروا يهددون الناس قتلاً, حتى إن بعضهم استنكر عليهم هذا العمل قائلين: ويلكم ما على هذا فارقنا عليًا( ).

بالرغم من فظاعة ما ارتكبه الخوارج من منكرات بشعة, لم يبادر أمير المؤمنين علي إلى قتالهم, بل أرسل إليهم أن يسلموا القتلة لإقامة الحد عليهم, فأجابوه بعناد واستكبار: كلنا قتلة( ), فسار إليهم بجيشه الذي قد أعده لقتال أهل الشام في شهر محرم من عام 38هـ( ), وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان, والخوارج على الضفة الشرقية بحذاء مدينة النهروان( ).

يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق