514
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم
المبحث الثاني :معركة صفين (37هـ)
ثانيًا: نشوب القتال:
6- فهم العلماء للحديث:
أ- قال ابن حجر: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلى وعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن عليًا لم يكن مصيبًا في حروبه( ).
وقال أيضًا: دل الحديث: تقتل عمارًا الفئة الباغية، على أن عليًا كان المصيب في تلك الحروب؛ لأن أصحاب معاوية قتلوه( ).
ب- يقول النووي: وكانت الصحابة يوم صفين يتبعونه حيث توجه لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لهذا الحديث( ).
جـ- قال ابن كثير: كان على وأصحابه أدنى الطائفتين إلى الحق من أصحاب معاوية، وأصحاب معاوية كانوا باغين عليهم، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث شعبة عن أبى سملة عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدري قال: حدثني من هو خير منى – يعنى أبا قتادة- أن رسول الله × قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية»( ), وقال أيضًا: وهذا مقتل عمار بن ياسر – رضي الله عنهما – مع أمير المؤمنين على بن أبى طالب، قتلة أهل الشام، وبان وظهر بذلك سر ما أخبر به الرسول × من أنه تقتله الفئة الباغية، وبان بذلك أن عليًا محق، وأن معاوية باغ، وما في ذلك من دلائل النبوة( ).
د- وقال الذهبي: هم طائفة من المؤمنين، بغت على الإمام على، وذلك بنص قول المصطفى صلوات الله عليه لعمار: «تقتلك الفئة الباغية»( ).
هـ- قال القاضي أبو بكر بن العربي:في قوله تعالى: +وَإِن طَائِفَتَانِ": هذه الآية أصل في قتال المسلمين، والعمدة في حرب المتأولين، وعليها عول الصحابة، وإليها لجأ الأعيان من هذه الملة، وإياها عنى النبي × بقوله: «تقتل عمارًا الفئة الباغية»( ).
و- وقال ابن تيمية: وهذا يدل على صحة إمامة على ووجوب طاعته، وأن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة، والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار- وإن كان متأولاً- وهو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال على، وعلى هذا فمقاتله مخطئ – وإن كان متأولاً – أو باغ – بلا تأويل – وهو أصح القولين لأصحابنا، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليًا، وهو مذهب الأئمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين( ), وقال أيضًا: مع أن عليًا أولى بالحق ممن فارقه، ومع أن عمارًا قتلته الفئة الباغية – كما جاءت به النصوص – فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء من عند الله ونقر بالحق كله، ولا يكون لنا هوى، ولا نتكلم بغير علم، بل نسلك سبل العلم والعدل، وذلك هو اتباع الكتاب والسنة، فأما من تمسك ببعض الحق دون بعض، فهذا منشأ الفرقة والاختلاف( ).
ز- وقال عبد العزيز بن باز: وقال× في حديث عمار: «تقتل عمارًا الفئة الباغية». فقتله معاوية وأصحابه في وقعة صفين، فمعاوية وأصحاب بغاة، لكن مجتهدون ظنوا أنهم مصيبون في المطالبة بدم عثمان( ).
حـ- وقال سعيد حوى: بعد أن قتل عمار الذي وردت النصوص مبينة أنه تقتله الفئة الباغية، تبين للمترددين أن عليًا كان على حق وأن القتال معه كان واجبًا، ولذا عبّر ابن عمر عن تخلفه بأنه يأسى بسبب هذا التخلف، وما ذلك إلا أنه ترك واجبًا وهو نصرة الإمام الحق على الخارجين عليه بغير حق كما أفتى بذلك الفقهاء( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق