إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 2 مايو 2014

485 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل ثامنًا: سيرة الزبير بن العوام واستشهاده: 13- وحان وقت الرحيل..


485

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم

المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل

ثامنًا: سيرة الزبير بن العوام واستشهاده:

13- وحان وقت الرحيل..

وشهادة رسول الله له بدخول الجنة: خرج الزبير بن العوام، رضي الله عنه، من معركة الجمل في الجولة الأولى وقد بينّا الأسباب في تركه لساحة المعركة، وعند خروجه من ساحة القتال كان يتمثل قول الشاعر:

تَركُ الأمور التي أخشى عواقبها
        في الله أحسن في الدنيا وفي الدين

وقيل إنه أنشد:

ولقد علمتُ لو أن علمي نافعى
وبعد         أن الحياة من الممات قريب( )


وبعد خروجه تبعه عمرو بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع في طائفة من غواة بنى تميم فيقال: إنهم لما أدركوه تعاونوا عليه حتى قتلوه، ويقال بل أدركه عمرو بن جرموز فقال له عمرو: إن لي إليك حاجة، فقال: ادن، فقال مولى الزبير – واسمه عيطة-: إن معه سلاحًا. فقال: وإن، فتقدم إليه فجعل يحدثه وكان وقت الصلاة. فقال له الزبير: الصلاة. فقال: الصلاة، فتقدم الزبير ليصلى بهما فطعنه عمرو بن جرموز فقتله, ويقال بل أدركه عمرو بواد يقال له وادي السباع وهو نائم في القائلة( )، فهجم عليه فقتله، وهذا هو القول الأشهر، ويشهد له شعر امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل وكانت آخر من تزوجها، وكانت قبله تحت عمر بن الخطاب فقتل عنها، وكانت قبله تحت عبد الله بن أبى بكر الصديق فقتل عنها، فلما قُتل الزبير رثته بقصيدة محكمة المعنى فقالت:

غدرَ ابنُ جرموز بفارس بهمة
        يومَ اللقاء وكان غرّ معرد( )

يا عمرو لو نبهته لوجدته
        لا طائشًا رعشَ الجنان( ) ولا اليد
 
 ولا اليد

ثكلتك أمُّكَ أن ظفرتَ بمثله
        ممن بقى ممن يروح ويغتدي

كمْ عمرة قد خاضها لم يثنه
        عنها طرادك يا ابن فقع العردد( )


والله ربي إن قتلت لمسلمًا
        حلت عليك عقوبة المتعمد( )



ولما قتله عمرو بن جرموز فاحتز رأسه وذهب به إلى علىّ، ورأى أن ذلك يحصل له به حظوة عنده فاستأذن فقال علي: بشّر قاتل ابن صفية بالنار، ثم قال على: سمعت رسول الله يقول: «لكل نبي حواري وحوارييّ الزبير»( ), ولما رأى علىّ سيف الزبير قال: إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن وجه رسول الله( ), وفي رواية: منع أمير المؤمنين على ابن جرموز من الدخول عليه، وقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار( ), ويقال: إن عمرو بن جرموز قتل نفسه في عهد على، وقيل: بل عاش إلى أن تأمر مصعب بن الزبير على العراق فاختفى منه، فقيل لمصعب: إن عمرو بن جرموز ههنا وهو مختف، فهل لك فيه؟ فقال: مروه فليظهر فهو آمن، والله ما كنت لأقيد( ) للزبير منه، فهو أحقر من أن أجعله عدلاً للزبير( ).

هذا وقد أخبر الحبيب المصطفى أن الزبير سيموت شهيدًا، فعن أبى هريرة أن رسول الله × كان على جبل حراء، فتحرك فقال رسول الله ×: «اسكن حراء؛ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» وعليه النبي × وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير رضي الله عنهم( ), قال النووي: وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله ×، منها إخباره أن هؤلاء شهداء، وماتوا كلهم – غير النبي × وأبى بكر – شهداء، فإن عمر وعثمان وعليًا وطلحة والزبير – رضي الله عنهم- قُتلوا ظلمًا شهداء، فقتل الثلاثة مشهور، وقُتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفًا تاركًا للقتال، وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركًا للقتال، فأصابه سهم فقتله، وقد ثبت أن من قُتل مظلومًا فهو شهيد( ). قال الشعبي: أدركت خمسمائة أو أكثر من الصحابة يقولون: علىٌّ وعثمان وطلحة والزبير في الجنة، قال الذهبي: قلت: لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريين ومن أهل بيعة الرضوان، ومن السابقين الأولين الذين أخبر الله تعالى أنه رضي الله عنهم ورضوا عنه، ولأن الأربعة قُتلوا، ورُزقوا الشهادة، فنحن محبون لهم باغضون للأربعة الذين قَتلوا الأربعة( ).




يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق