إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 مارس 2015

126 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثاني خبر الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع


126

البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثاني

 خبر الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع

روى البخاري ومسلم من غير وجه‏:‏ عن همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏(‏‏(‏إن ثلاثة في بني إسرائيل‏:‏ أبرص، وأعمى، وأقرع، بدا الله أن يبتليهم، فبعث الله إليهم ملكاً، فأتى الأبرص فقال له‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏

فقال‏:‏ لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال‏:‏ فمسحه فذهب عنه، فأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً‏.‏

فقال‏:‏ أي المال أحب إليك‏؟‏

قال‏:‏ الإبل، أو‏:‏ قال البقر - هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما‏:‏ الإبل، وقال الآخر‏:‏ البقر - فأعطي ناقة عشراء، فقال‏:‏ يبارك لك فيها‏.‏

قال‏:‏ وأتى الأقرع فقال له‏:‏ أي المال أحب إليك‏؟‏

قال‏:‏ شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب، وأعطي شعراً حسناً‏.‏

قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏

قال‏:‏ البقر، فأعطاه بقرة حاملاً، وقال‏:‏ يبارك لك فيها‏.‏

قال‏:‏ وأتى الأعمى فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏

قال‏:‏ يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، قال‏:‏ فمسحه فرد الله إليه بصره‏.‏

قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏

قال‏:‏ الغنم فأعطاه شاة والداً، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم‏.‏

ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال‏:‏ رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال بعيراً، أتبلغ عليه في سفري‏.‏

فقال له‏:‏ إن الحقوق كثيرة، فقال له‏:‏ كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيراً فأعطاك الله عز وجل‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 2/ 165‏)‏

فقال‏:‏ لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال‏:‏ إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت‏.‏

وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال‏:‏ إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت‏.‏

وأتى الأعمى في صورته فقال‏:‏ رجل مسكين وابن سبيل، وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال‏:‏ قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، وفقيراً فقد أغناني، فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل‏.‏

فقال‏:‏ أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك، هذا لفظ البخاري في أحاديث بني إسرائيل‏.‏



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق