إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 مارس 2015

124 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثاني قصة برصيصا



124


البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثاني

 قصة برصيصا

وهي عكس قضية جريج، فإن جريجاً عُصم، وذلك فتن‏.‏

قال ابن جرير‏:‏ حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، أنبأنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، في هذه الآية‏:‏ ‏{‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 16-17‏]‏‏.‏

قال ابن مسعود‏:‏ وكانت امرأة ترعى الغنم، وكان لها أخوة أربعة، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب، قال‏:‏ فنزل الراهب ففجر بها فحملت، فأتاه الشيطان فقال له‏:‏ اقتلها ثم ادفنها، فإنك رجل تصدق ويسمع قولك، فقتلها ثم دفنها‏.‏

قال‏:‏ فأتى الشيطان إخوتها في المنام، فقال لهم‏:‏ إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم، فلما أحبلها قتلها، ثم دفنها في مكان كذا وكذا، فلما أصبحوا قال رجل منهم‏:‏ والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك‏؟‏

قالوا‏:‏ لا بل قصها علينا‏.‏

قال‏:‏ فقصها‏.‏

فقال الآخر‏:‏ وأنا والله لقد رأيت ذلك‏.‏

فقال الآخر‏:‏ وأنا والله لقد رأيت ذلك‏.‏

قالوا‏:‏ فوالله ما هذا إلا لشي‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 2/ 163‏)‏

فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب، فأتوه فأنزلوه، ثم انطلقوا به فأتاه الشيطان فقال‏:‏ إني أنا أوقعتك في هذا، ولن ينجيك منه غيري، فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه‏.‏

قال‏:‏ فسجد له، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه، وأخذ فقتل‏.‏

وهكذا روي عن ابن عباس، وطاوس، ومقاتل بن حيان، نحو ذلك‏.‏

وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسياق آخر؛ فقال ابن جرير‏:‏ حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق، سمعت عبد الله بن نهيك، سمعت علياً يقول‏:‏

إن راهباً تعبد ستين سنة، وإن الشيطان أراده فأعياه، فعمد إلى امرأة فأجنها ولها إخوة، فقال لإخوتها‏:‏ عليكم بهذا القس فيداويها، قال‏:‏ فجاؤوا بها إليه فداواها‏.‏

وكانت عنده فبينما هو يوماً عندها إذ أعجبته، فأتاها فحملت فعمد إليها فقتلها، فجاء إخوتها فقال الشيطان للراهب‏:‏ أنا صاحبك إنك أعييتني، أنا صنعت هذا بك، فاطعني أنجك مما صنعت بك، اسجد لي سجدة فسجد له، قال‏:‏ إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ‏}‏‏.‏



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق