1214
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن
ذكر من توفي فيها من الأعيان:
صعصعة بن ناجية
ابن عفان بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، كان سيداً في الجاهلية وفي الإسلام.
يقال: أنه أحيى في الجاهلية ثلثمائة وستين موؤدة.
وقيل: أربعمائة.
وقيل: ستا وتسعين موؤدة. (ج/ص: 8/69)
فلما أسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لك أجر ذلك إذ منّ الله عليك بالإسلام)).
ويروى عنه: أنه أول ما أحيى الموؤدة أنه ذهب في طلب ناقتين شردتا له.
قال: فبينما أنا في الليل أسير، إذ أنا بنار تضيء مرة وتخبو أخرى.
فجعلت لا أهتدي إليها، فقلت: اللهم لك علي إن أوصلتني إليها أن أدفع عن أهلها ضيماً إن وجدته بهم.
قال: فوصلت إليها وإذا شيخ كبير يوقد ناراً، وعنده نسوة مجتمعات، فقلت: ما أنتن؟
فقلن: إن هذه امرأة قد حبستنا منذ ثلاث، تطلق ولم تخلص.
فقال الشيخ صاحب المنزل: وما خبرك؟
فقلت: إني في طلب ناقتين ندّتا لي.
فقال: قد وجدتهما، إنهما لفي إبلنا.
قال: فنزلت عنده.
قال: فما هو إلا أن نزلت إذ قلن: وضعت.
فقال الشيخ: إن كان ذكراً فارتحلوا، وإن كان أنثى فلا تسمعنني صوتها.
فقلت: علام تقتل ولدك ورزقه على الله؟
فقال: لا حاجة لي بها.
فقلت: أنا أفتديها منك وأتركها عندك حتى تبين عنك، أو تموت.
قال: بكم؟
قلت: بإحدى ناقتي.
قال: لا !.
قلت: فبهما.
قال: لا: إلا أن تزيدني بعيرك هذا فإني أراه شاباً حسن اللون.
قلت: نعم على أن تردني إلى أهلي.
قال: نعم.
فلما خرجت من عندهم رأيت أن الذي صنعته نعمة من الله منَّ بها علي هداني إليها، فجعلت لله عليّ أن لا أجد موؤدة إلا افتديتها كما افتديت هذه.
قال: فما جاء الإسلام حتى أحييت مائة موؤدة إلا أربعاً، ونزل القرآن بتحريم ذلك على المسلمين.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق