إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 مارس 2015

1197 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن ذكر من توفي فيها من الأعيان‏:‏ خالد بن زيد بن كليب



1197

  
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الثامن

 ذكر من توفي فيها من الأعيان‏:‏

 خالد بن زيد بن كليب


أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً والعقبة والمشاهد كلها، وشهد مع علي قتال الحرورية‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 8/64‏)‏

وفي داره كان نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فأقام عنده شهراً حتى بنى المسجد ومساكنه حوله، ثم تحول إليها‏.‏

وقد كان أبو أيوب أنزل رسول الله في أسفل داره، ثم تحرج من أن يعلو فوقه، فسأل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصعد إلى العلو ويكون هو وأم أيوب في السفل فأجابه‏.‏

وقد روينا عن ابن عباس أنه قدم عليه أبو أيوب البصرة وهو نائبها، فخرج له عن داره وأنزله بها، فلما أراد الانصراف خرج له عن كل شيء بها‏.‏

وزاده تحفاً وخدماً كثيراً أربعين ألفاً، وأربعين عبداً إكراماً له، لما كان أنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره، وقد كان من أكبر الشرف له‏.‏

وهو القائل لزوجته أم أيوب - حين قالت له‏:‏ أما تسمع ما يقول الناس في عائشة -‏؟‏

فقال‏:‏ أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب‏؟‏

فقالت‏:‏ لا والله‏.‏

فقال‏:‏ والله لهي خير منك، فأنزل الله‏:‏ ‏{‏لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً‏}‏ الآية ‏[‏النور‏:‏ 12‏]‏‏.‏

وكانت وفاته ببلاد الروم قريباً من سور قسطنطينية من هذه السنة‏.‏

وقيل‏:‏ في التي قبلها‏.‏

وقيل‏:‏ في التي بعدها‏.‏

وكان في جيش يزيد بن معاوية، وإليه أوصى، وهو الذي صلى عليه‏.‏

وقد قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عثمان، ثنا همام، ثنا أبو عاصم، عن رجل من أهل مكة أن يزيد بن معاوية كان أميراً على الجيش الذي غزا فيه أبو أيوب‏.‏

فدخل عليه عند الموت، فقال له‏:‏ إذا أنا مت فاقرأوا على الناس مني السلام، وأخبروهم أني سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏من مات لا يشرك بالله شيئاً جعله الله في الجنة‏)‏‏)‏‏.‏

ولينطلقوا فيبعدوا بي في أرض الروم ما استطاعوا‏.‏

قال‏:‏ فحدث الناس لما مات أبو أيوب فأسلم الناس وانطلقوا بجنازته‏.‏

وقال أحمد‏:‏ حدثنا أسود بن عامر، ثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال‏:‏ غزا أبو أيوب مع يزيد بن معاوية قال‏:‏ فقال‏:‏ إذا مت فأدخلوني في أرض العدو فادفنوني تحت أقدامكم حيث تلقون العدو، قال‏:‏

ثم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه أحمد عن ابن نمير، ويعلى بن عبيد، عن الأعمش سمعت أبا ظبيان فذكره‏.‏

وقال فيه‏:‏ سأحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حالي هذا ما حدثتكموه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة‏)‏‏)‏‏.‏

وقال أحمد‏:‏ حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثني محمد بن قيس - قاضي عمر بن عبد العزيز - عن أبي صرمة، عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال حين حضرته الوفاة‏:‏ قد كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏لولا أنكم تذنبون لخلق الله قوماً يذنبون فيغفر لهم‏)‏‏)‏‏.‏

وعندي أن هذا الحديث والذي قبله هو الذي حمل يزيد بن معاوية على طرف من الأرجاء، وركب بسببه أفعالاً كثيرة أنكرت عليه، كما سنذكره في ترجمته، والله تعالى أعلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/65‏)‏

قال الواقدي‏:‏ مات أبو أيوب بأرض الروم سنة ثنتين وخمسين، ودفن عند القسطنطينية، وقبره هنالك يستسقي به الروم إذا قحطوا‏.‏

وقيل‏:‏ إنه مدفون في حائط القسطنطينية، وعلى قبره مزار ومسجد وهم يعظمونه‏.‏

وقال أبو زرعة الدمشقي‏:‏ توفي سنة خمس وخمسين، والأول أثبت، والله أعلم‏.‏

وقال أبو بكر بن خلاد‏:‏ حدثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة بن عبد ربه، عن موسى بن عبيدة، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الرجلين ليتوجهان إلى المسجد فيصليان فينصرف أحدهما وصلاته أوزن من صلاة الآخر، وينصرف الآخر، وما تعدل صلاته مثقال ذرة، إذا كان أورعهما عن محارم الله وأحرصهما على المسارعة إلى الخير‏)‏‏)‏‏.‏

وعن أبي أيوب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله أن يعلمه ويوجز فقال له‏:‏ ‏(‏‏(‏إذا صليت صلاة فصلِ صلاة مودعٍ، ولا تكلمن بكلام تعتذر منه، واجمع اليأس مما في أيدي الناس‏)‏‏)‏‏.‏

 وفيها‏:‏ كانت وفاة أبي موسى عبد الله بن قيس بن سُليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر الأشعري، أسلم ببلاده، وقدم مع جعفر وأصحابه عام خيبر‏.‏

وذكر محمد بن إسحاق أنه هاجر أولاً إلى مكة، ثم هاجر إلى اليمن، وليس هذا بالمشهور‏.‏

وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع معاذ على اليمن، واستنابه عمر على البصرة، وفتح تستر، وشهد خطبة عمر بالجابية، وولاه عثمان الكوفة‏.‏

وكان أحد الحكمين بين علي ومعاوية، فلما اجتمعا خدع عمرو أبا موسى، وكان من قراء الصحابة وفقهائهم، وكان أحسن الصحابة صوتاً في زمانه‏.‏

قال أبو عثمان النهدي‏:‏ ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا مزمار أطيب من صوت أبي موسى‏.‏

وثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود‏)‏‏)‏‏.‏

وكان عمر يقول له‏:‏ ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فيقرأ وهم يسمعون‏.‏

وقال الشعبي‏:‏ كتب عمر في وصيته أن لا يقر لي عامل أكثر من سنة إلا أبا موسى فليقر أربع سنين‏.‏

وذكر ابن الجوزي في ‏(‏المنتظم‏)‏ أنه توفي في هذه السنة وهو قول بعضهم‏.‏

وقيل‏:‏ إنه توفي قبلها بسنة‏.‏

وقيل‏:‏ في سنة ثنتين وأربعين‏.‏

وقيل‏:‏ غير ذلك، والله أعلم‏.‏

وكانت وفاته بمكة لما اعتزل الناس بعد التحكيم‏.‏

وقيل‏:‏ بمكان يقال له‏:‏ الثوية على ميلين من الكوفة‏.‏

وكان قصيراً نحيف الجسم أسبط، أي‏:‏ لا لحية له، رضي الله عنه‏.‏

وذكر ابن الجوري أنه توفي في هذه السنة أيضاً من الصحابة‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق