503
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم
المبحث الثاني :معركة صفين (37هـ)
أولاً: تسلسل الأحداث التي قبل المعركة:
5- بعد معركة الجمل أرسل أمير المؤمنين علىٌّ جرير بن عبد الله إلى معاوية:
ذُكر أن المدة بين خلافة أمير المؤمنين على إلى فتنة السبئية الثانية أو ما يُسمى البصرة أو معركة الجمل، خمسة أشهر وواحد وعشرون يومًا، وبين دخوله الكوفة شهر، وبين ذلك وخروجه إلى صفين ستة أشهر( ), وروى شهران أو ثلاثة( ) وقد كان دخول أمير المؤمنين الكوفة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وثلاثين، فقيل له: انزل بالقصر الأبيض، فقال: لا، إن عمر بن الخطاب كان يكره نزوله، فأنا أكره لذلك، فنزل في الرحبة وصلى بالجامع الأعظم ركعتين ثم خطب الناس فحثهم على الخير، ونهاهم عن الشر، ومدح أهل الكوفة في خطبته هذه، ثم بعث إلى جرير بن عبد الله وكان على همذان من زمان عثمان، وإلى الأشعت بن قيس وهو على نيابة أذربيجان من أيام عثمان يأمرهما أن يأخذا البيعة له على من هُنالك ثم يُقبلان إليه، ففعلا ذلك، فلما أراد على أن يبعث إلى معاوية – رضي الله عنه – يدعوه إلى بيعته، قال جرير بن عبد الله البجلى: أنا أذهب إليه يا أمير المؤمنين، فإنّ بيني وبينه وُدًا، فآخذ لك البيعة منه، فقال الأشتر: لا تبعثه يا أمير المؤمنين، فإني أخشى أن يكون هواه معه. فقال على: دعه. فبعثه وكتب معه كتابًا إلى معاوية يعلمه باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته، ويخبره بما كان في وقعة الجمل، ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس، فلمّا انتهى إليه جرير بن عبد الله، أعطاه الكتاب وطلب معاوية عمرو بن العاص ورءوس أهل الشام فاستشارهم، فأبوا أن يبايعوا حتى يقتل قتلة عثمان، أو أن يسلم إليهم قتلة عثمان، وإن لم يفعل قاتلوه ولم يبايعوه حتى يقتلهم عن آخرهم، فرجع جرير إلى على فأخبره بما قالوا، فقال الأشتر: ألم أنْهك يا أمير المؤمنين أن تبعث جريرًا؟ فلو كنت بعثتني لما فتح معاوية بابًا إلا أغلقته. فقال له جرير: لو كنت ثمّ لقتلوك بدم عثمان، فقال الأشتر: والله لو بعثتني لم يُعْيِني جواب معاوية، ولأعجلنّه عن الفكرة، ولو أطاعني فيك أمير المؤمنين لحبسك وأمثالك حتى يستقيم أمر هذه الأمَّة. فقام جرير مُغْضبًا فأقام بقرقيساء، وكتب إلى معاوية يخبره بما قال وقيل له، فكتب إليه معاوية يأمره بالقدوم عليه( ), وهكذا كان الأشتر سببًا في إبعاد الصحابي جرير بن عبد الله الذي كان واليًا على قرقيسياء وعلى غيرها ورأسًا في قبيلته بجيلة، ويضطره إلى مفارقة أمير المؤمنين على. وهذا الصحابي جرير بن عبد الله البجلى قال: ما رآني رسول الله × إلا تبسم في وجهي، وقال ×: «يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن، على وجهه مسحةُ مَلَك»( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق