إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 مايو 2014

476 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل ثامنًا: سيرة الزبير بن العوام واستشهاده: 4- في غزوة أحد:


476

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم

المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل

ثامنًا: سيرة الزبير بن العوام واستشهاده:

4- في غزوة أحد:

قال الزبير رضي الله عنه: جمع لي النبي × أبويه يوم أحد( )، وهذا دليل على قتاله وبأسه في تلك المعركة، فقد اتصف رضي الله عنه بالثبات والعزيمة وحب الشهادة في سبيل الله تعالى، وقد وصف لنا رضي الله عنه ما فعله أبو دجانة الأنصاري في تلك الغزوة، فعندما التحم الجيشان واشتد القتال، وشرع رسول الله × يشحذ همم أصحابه، ويعمل على رفع معنوياته وأخذ سيفًا وقال: من يأخذ منى هذا؟ فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أنا أنا – وكان من ضمنهم الزبير- قال: فمن يأخذه بحقه؟ فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشة أبو دجانة: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب به العدو حتى ينحني. قال: أنا آخذه بحقه. فدفعه إليه وكان رجلاً شجاعًا يختال عند الحرب – أي يمشى مشية المتكبر – وحين رآه رسول الله × يتبختر بين الصفين قال: إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن( ). ووصف الزبير بن العوام ما فعله أبو دجانة يوم أحد فقال: وجدت في نفسي حين سألت رسول الله × السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة وتركني، والله لأنظرن ما يصنع، فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت – وهكذا كانت تقول له إذا تعصب – فخرج وهو يقول:
أنا الذي عاهدني خليلي
        ونحن بالسفح لدى النخيل

أن لا أقوم الدهر في الكيول( )
        أضرب بسيف الله والرسول( )

فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله، وكان من المشركين رجل لا يدع جريحًا فالتقيا إلا ذفف( ) عليه، فجعل كل منهما يدنو من صاحبه، فدعوت الله أن يجمع بينهما فالتقيا فاختلفا ضربتين، فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته فعضت بسيفه وضربه أبو دجانة فقتله، ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ثم عدل السيف عنها فقلت: الله ورسوله أعلم( ).

قال ابن إسحاق: قال أبو دجانة: رأيت إنسانًا يحمس الناس حماسًا شديدًا فصمدت له فلما حملت عليه السيف ولول، فإذا امرأة، فأكرمت سيف رسول الله أن أضرب به امرأة( ), وعن هشام عن أبيه، قالت عائشة: يا ابن أختي كان أبواك – يعنى الزبير وأبا بكر – من +الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ" [آل عمران:172].

لما انصرف المشركون من أحد، وأصاب النبي × وأصحابه ما أصابهم، خاف أن يرجعوا، فقال: من ينتدب لهؤلاء في آثارهم، حتى يعلموا أنّ بنا قوة، فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين، فخرجوا في آثار المشركين، فسمعوا بهم فانصرفوا، قال تعالى: +فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ" [آل عمران:174] لم يلقوا عدوًا( )، ولما استشهد حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه، في أحُد جاءت أم الزبير صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها، وقد مثل به المشركون فجدعوا أنفه وبقروا بطنه، وقطعوا أذنيه ومذاكيره، فقال رسول الله لابنها الزبير بن العوام: «القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها»، فقال لها: يا أمه، إن رسول الله × يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد بلغني أنه قد مثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن، إن شاء الله، فلما جاء الزبير بن العوام، رضي الله عنه، إلى رسول الله فأخبره بذلك، قال: «خلَّ سبيلها»، فأتته فنظرت إليه فصلت عليه واسترجعت( ), واستغفرت له( ), وجاء في رواية عن عروة قال: أخبرني أبى الزبير أنه لما كان أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى، قال: فكره النبي × أن تراهم، فقال: «المرأة المرأة».قال الزبير: فتوسمت أنها أمي صفية، قال: فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قالت: فَلَدمَتْ في صدري، وكانت امرأة جلدة، قالت: إليك، لا أرض لك. قال: فقلت: إن رسول الله × عزم عليك. قال: فوقفت، وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة، فإذا إلى جانبه رجل من الأنصار قتيل، وقد فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين، والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب، والأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق