454
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم
المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل
سادسًا: نشوب القتال:
8- مبايعة أهل البصرة:
كان أمير المؤمنين على رضي الله عنه حريصًا على وحدة الصف، واحترام رعايا الدولة، ومعاملتهم المعاملة الكريمة، وكان لهذه المعاملة أثر بالغ في مبايعة أهل البصرة لأمير المؤمنين على، وكان أمير المؤمنين قد وضع الأسرى في مساء يوم الجمل في موضع خاص، فلما صلى الغداة طلب موسى بن طلحة بن عبيد الله، فقربه ورحب به وأجلسه بجواره وسأله عن أحواله وأحوال إخوته، ثم قال له: إنا لم نقبض أرضكم هذه ونحن نريد أن نأخذها، إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس، ودفع له غلتها وقال: يا ابن أخي وأتنا في الحاجة إذا كانت لك، وكذلك فعل مع أخيه عمران بن طلحة فبايعاه، فلما رأى الأسارى ذلك دخلوا على علىًّ رضي الله عنه يبايعونه، فبايعهم وبايع الآخرين على راياتهم قبيلة قبيلة( ), كما سأل عن مروان بن الحكم وقال: يعطفني عليه رحم ماسة، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش، وقد أرسل مروان إلى الحسن والحسين وابن عباس رضي الله عنهم ليكلموا عليًا فقال على: هو آمن فليتوجه حيث شاء، ولكن مروان إزاء هذا الكرم والنبل، لم تطاوعه نفسه أن يذهب حتى بايعه( ), كما أن مروان – رضي الله عنه – أثنى على فعال أمير المؤمنين على فقال لابنه الحسن: ما رأيت أكرم غلبة من أبيك، ما كان إلا أن ولَّينا يوم الجمل حتى نادى مناديه: ألا لا يتبع مدبر، ولا يذفف على جريح( ). وبذلك تمت بيعة أهل البصرة لأمير المؤمنين على، وولى عليهم ابن عمه عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، وولى على خراجها زياد بن أبيه، وأراد على رضي الله عنه أن يمكث فيها مدة أطول، لولا أن مالكًا (الأشتر) أعجلة من ذلك؛ وذلك أن الأشتر كان يطمع في أن يلي ولاية، فلما علم بأن ابن عباس ولى إمارة البصرة غضب وسار في قومه، فخشي على رضي الله عنه منه شرًا وفتنة، فاستعجل ببقية جيشه، وأدركه، وعاتبه على سيره وأظهر أنه لم يسمع عنه شيئًا( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق