444
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم
المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل
رابعًا: خروج أمير المؤمنين على بن أبى طالب إلى الكوفة:
4- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية:
وهذا القول ينطبق على حال الصحابة في هذه الفتنة، فمع اختلافهم في الرأي، لم يدخل قلب أحد الضَّغن على أخيه، وإليك هذه القصة التي حدثت بالكوفة، فقد روى البخاري عن أبى وائل قال: دخل أبو موسى الأشعري، وأبو مسعود وعقبة بن عمرو الأنصاري على عمّار حين بعثه علىٌّ إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما رأيناك أتيت أمرًا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت. فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرًا أكره عندي من إبطائكما في هذا الأمر.. وفي رواية: فقال أبو مسعود – وكان موسرًا -: يا غلام هات حلتين فأعط إحداهما أبا موسى، والأخرى عمارًا، وقال: روحا فيه إلى الجمعة( ). فأنت ترى أبا مسعود وعمارًا وكلاهما يرى الآخر مخطئًا ومع ذلك فأبو مسعود يكسو عمارًا حلة ليشهد بها الجمعة لأنه كان بثياب السفر وهيئة الحرب، فكره أبو مسعود أن يشهد الجمعة في تلك الثياب، وهذا تصرف يدل على غاية الود مع أن كليهما جعل تصرف صاحبه نحو الفتنة عيبًا، فغمار يرى إبطاء أبى موسى وأبى مسعود عن تأييد على عيبًا، وأبو موسى وأبو مسعود رأيا إسراع عمار في تأييد أمير المؤمنين على عيبًا، وكلاهما له حجته التي اقتنع بها؛ فمن أبطأ فذلك لما ظهر لهم من ترك مباشرة القتال في الفتنة، تمسكًا بالأحاديث الواردة في ذلك وما في حمل السلاح على المسلم من الوعيد، وكان عمّار على رأى علىًّ في قتال الباغين والناكثين، والتمسك بقوله:+فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي" [الحجرات:9] وحمل الوعيد الوارد في القتال على من كان متعديًا على صاحبه، وكلا الفريقين لم يكن حريصًا على قتل صاحبه، ويتعلق الطرفان بأدنى سبب لمنع الاشتجار قبل أن يقع، ومضى الالتحام إن وقع، لأن الطرفين كانا كارهين الاقتتال( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق