442
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل السادس : معركته الجمل وصفين وقضية التحكيم
المبحث الأول : الأحداث التي سبقت معركة الجمل
رابعًا: خروج أمير المؤمنين على بن أبى طالب إلى الكوفة:
2- نصيحة الحسن بن على لوالده:
خرج أمير المؤمنين من المدينة وعندما بلغ الربذة( ) عسكر فيها بمن معه، ووفد عليه عدد من المسلمين بلغوا المائتين( ), وفي الربذة قام إليه ابنه الحسن – رضي الله عنهما – وهو باك لا يخفى حزنه وتأثره على ما أصاب المسلمين من تفرق واختلاف، وقال الحسن لوالده: قد أمرتك فعصيتني، فتُقتل غدًا بمضيعة لا ناصر لك، فقال على: إنك لا تزال تخن( ) خنين الجارية، وما الذي أمرتني فعصيتك؟ قال: أمرتك يوم أحيط بعثمان – رضي الله عنه – أن تخرج من المدينة فيُقتل ولست بها، ثم أمرتك يوم قُتل ألا تبايع حتى يأتيك وفود أهل الأمصار والعرب وبيعة كل مصر، ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا، فإن كان الفساد كان على يدي غيرك، فعصيتني في ذلك كله. قال: أي بنى، أما قولك: لو خرجت من المدينة حين أحيط بعثمان، فوالله لقد أحيط بنا كما أحيط به، وأما قولك: لا تبايع حتى تأتى بيعة الأمصار، فإن الأمر أمر أهل المدينة، وكرهنا أن يضيع هذا الأمر، وأما قولك حين خرج طلحة والزبير، فإن ذلك كان وهنًا على أهل الإسلام، والله ما زلت مقهورًا مذ وليت، منقوصًا لا أصل إلى شيء مما ينبغي، وأما قولك: أجلس في بيتك، فكيف لي بما قد لزمني، أو من تريدني؟ أتريدني أن أكون مثل الضبع التي يحاط بها، ويقال: دباب دباب( ), ليست ههنا حتى يحل عرقوباها ثم نُخرج، وإذا لم أنظر فيما لزمني من هذا الأمر ويعنيني، فمن ينظر فيه؟ فكف عنك أي بنى( ). كان موقف أمير المؤمنين على حازمًا في هذه المشكلة وواضحًا ولم يستطع أحد أن يثنيه عن عزمه. وأرسل على رضي الله عنه من الربذة يستنفر أهل الكوفة ويدعوهم إلى نصرته، وكان الرسولان محمد بن أبى بكر الصديق، ومحمد بن جعفر ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما، إذ إن أبا موسى الأشعري والى الكوفة من قبل على، ثبط الناس ونهاهم عن الخروج والقتال في الفتنة وأسمعهم ما سمعه من رسول الله × من التحذير من الاشتراك في الفتنة( ), فأرسل على بعد ذلك هاشم بن عتبة بن أبى وقاص، ففشل في مهمته، لتأثير أبى موسى عليهم( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق