133
عمر بن عبد العزيز ( معالم التجديد والاصلاح الراشدى ) على منهاج النبوة
الفصل الأول : معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من مولده حتى نهاية عهد الخلافة الراشدة
المبحث الرابع : معاوية رضي الله عنه في عهد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم :
كانت بيعة الحسن بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان من سنة 40 هـ وذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي , وقد اختار الناس الحسن بعد والده ولم يعين أمير المؤمنين أحد من بعده, فعن عبد الله بن سبع قال : سمعت علياً يقول : لتُخضبن هذه من هذا فما ينتظر بي الأشقى . قالوا يا أمير المؤمنين, فأخبرنا به نبير عترته قال : إذن والله تقتلون بي غير قاتلي. قالوا فاستخلف علينا قال : لا, ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : فما تقول لربك إذا أتيته, قال وكيع مرة : إذا لقيته قال : أقول : اللهم تركتني فيهم ما بدا لك, ثم قبضتني إليك وأنت فيهم, فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم , وفي رواية : أقول : اللهم استخلفني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني وتركتك فيهم , وبعد مقتل علي صلى عليه الحسن بن علي وكبر عليه أربع تكبيرات, ودفن بالكوفة, وكان أول من بايعه قيس بن سعد, قال له : أبسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وقتال المُحلِّين, فقال له الحسن رضي الله عنه : على كتاب الله وسنة نبيه فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط : فبايعه وسكت , وبايعه الناس , وقد اشترط الحسن بن علي على أهل العراق عندما أرادوا بيعته فقال لهم : إنكم سامعون مطيعون, تسالمون من سالمت, وتحاربون من حاربت , وفي رواية قال لهم : والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم قالوا : ما هو؟ قال تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت , وفي رواية ابن سعد : إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين, بايعهم على الأمرة, وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه, ويرضوا بما رضي به , ويستفاد من الروايات السابقة ابتداء الحسن رضي الله عنه في التمهيد للصلح فور استخلافه وقد باشر الحسن بن علي سلطته كخليفة, فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا, وزاد المقاتلة في العطاء مائة مائة فاكتسب بذلك رضاءهم , وكان في وسعه أن يخوض حرباً لاهوادة فيها ضد معاوية,وكانت شخصيته الفذة من الناحية العسكرية والأخلاقية, والسياسية, والدينية تساعده على ذلك مع وجود عوامل أخرى, كوجود قيس بن سعد بن عبادة, وحاتم بن عدي الطائي وغيرهم في صفه من الذين لهم من القدرات, القيادية الشيء الكثير, إلا أن الحسن بن علي, مال إلى السلم والصلح لحقن الدماء, وتوحيد الأمة, والرغبة فيها عند الله وزهده في الملك وغير ذلك من الأسباب وقد قاد الحسن بن علي مشروع الإصلاح الذي توّج بوحدة الأمة, وقد تنازل الحسن بن علي من موقف قوة وهناك دلائل تشيرُ إلى ذلك منها :
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق