إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 مايو 2015

3588 البداية والنهاية ( ابن كثير ) أبو منصور بن أبي بكر بن شجاع


3588

البداية والنهاية ( ابن كثير )

 أبو منصور بن أبي بكر بن شجاع

المركلسي ببغداد، ويعرف بابن نقطة، كان يدور في أسواق بغداد بالنهار ينشد كان وكان والمواليا، ويسحر الناس في ليالي رمضان، وكان مطبوعاً ظريفاً خليعاً، وكان أخوه الشيخ عبد الغني الزاهد من أكابر الصالحين، له زاوية ببغداد يزار فيها‏.‏

وكان له أتباع ومريدون، ولا يدخر شيئاً يحصل له من الفتوح، تصدق في ليلة بألف دينار وأصحابه صيام لم يدخر منها شيئاً لعشائهم، وزوجته أم الخليفة بجارية من خواصها وجهزتها بعشرة آلاف دينار إليه فما حال الحول وعندهم من ذلك شيء سوى هاون، فوقف سائل ببابه فألح في الطلب فأخرج إليه الهاون فقال‏:‏ خذ هذا وكل به ثلاثين يوماً، ولا تسأل الناس ولا تشنع على الله عز وجل‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 13/39‏)‏

هذا الرجل من خيار الصالحين، والمقصود أنه قال لأخيه أبي منصور‏:‏ ويحك أنت تدور في الأسواق وتنشد الأشعار وأخوك من قد عرفت‏؟‏

فأنشأ يقول في جواب ذلك بيتين مواليا من شعره على البديهة‏:‏

قد خاب من شبه الجزعة إلى درةٍ * وقاس قحبةً إلى مستحييةٍ حره

أنا مغني وأخي زاهد إلى مرةٍ * في الدر ببرى ذي حلوة وذي مره

وقد جرى عنده مرة ذكر قتل عثمان وعلي حاضر فأنشأ يقول كان وكان، ومن قتل في جواره مثل ابن عفان فاعتذر، يجب عليه أن يقبل في الشام عذر يزيد، فأرادت الروافض قتله فاتفق أنه بعض الليالي يسحر الناس في رمضان إذ مر بدار الخليفة فعطس الخليفة في الطارقة فشمّته أبو منصور هذا من الطريق، فأرسل إليه مائة دينار، ورسم بحمايته من الروافض، إلى أن مات في هذه السنة رحمه الله‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق