إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 مايو 2015

3700 البداية والنهاية ( ابن كثير ) وفيها توفي من الأعيان‏:‏ الشيخ الإمام العلامة الشيخ العماد



3700


البداية والنهاية ( ابن كثير )

 وفيها توفي من الأعيان‏:‏

 الشيخ الإمام العلامة الشيخ العماد


أخو الحافظ عبد الغني، أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، ‏(‏ج/ص‏:‏ 13/92‏)‏

الشيخ العمادي أصغر من أخيه الحافظ عبد الغني بسنتين، وقدم مع الجماعة إلى دمشق سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ودخل بغداد مرتين وسمع الحديث وكان عابداً زاهداً ورعاً كثير الصيام، يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان فقيهاً مفتياً، وله كتاب الفروع وصنف أحكاماً ولم يتمه، وكان يؤم بمحراب الحنابلة مع الشيخ الموفق، وإنما كانوا يصلون بغير محراب، ثم وضع المحراب في سنة سبع عشرة وستمائة، وكان أيضاً يؤم بالناس لقضاء الفوائت، وهو أول من فعل ذلك‏.‏

صلى المغرب ذات ليلة وكان صائماً ثم رجع إلى منزله بدمشق فأفطر ثم مات فجأة، فصلي عليه بالجامع الأموي، صلى عليه الشيخ الموفق عند مصلاهم، ثم صعدوا به إلى السفح، وكان يوم موته يوماً مشهوداً من كثرة الناس‏.‏

قال سبط ابن الجوزي كان الخلق من الكهف إلى مغارة الدم إلى المنطور لو بذر السمسم ما وقع إلا على رؤوس الناس، قال فلما رجعت تلك الليلة فكرت فيه وفي جنازته وكثرة من شهدها وقلت‏:‏ هذا كان رجلاً صالحاً ولعله أن يكون نظر إلى ربه حين وضع في قبره، ومر بذهني أبيات الثوري التي أنشدها بعد موته في المنام‏:‏

نظرت إلى ربي كفاحاً فقال لي * هنيئاً رضائي عنك يا ابن سعيد

لقد كنت قواماً إذا أظلم الدجى * بعبرة مشتاق وقلب عميـد

فدونك فاختر أي قصر أردته * وزرني فإني عنك غير بعيـد

ثم قلت أرجو أن يكون العماد رأى ربه كما رآه الثوري، فنمت فرأيت الشيخ العماد في المنام وعليه حلة خضراء وعمامة خضراء، وهو في مكان متسع كأنه روضة، وهو يرقى في درج متسعة، فقلت‏:‏ يا عماد الدين كيف بت فإني والله مفكر فيك‏؟‏ فنظر إلى وتبسم على عادته التي كنت أعرفه فيها في الدنيا ثم قال‏:‏

رأيت إلهي حين أنزلت حفرتي * وفارقت أصحابي وأهلي وجيرتي

وقال‏:‏

جزيت الخير عني فإنني * رضيت فها عفوي لديك ورحمتي

دأبت زماناً تأمل العفو والرضا * فوقيت نيراني ولقيت جنتي

قال فانتبهت وأنا مذعور وكتبت الأبيات والله أعلم‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق