2557
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر
ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين وثلاثمائة
في محرمها غزا يمين الدولة محمود بن سبكتكين بلاد الهند، فقصده ملكها جيبال في جيش عظيم فاقتتلوا قتالاً شديداً ففتح الله على المسلمين، وانهزمت الهنود، وأسر ملكهم جيبال، وأخذوا من عنقه قلادة قيمتها ثمانون ألف دينار، وغنم المسلمون منهم أموالا عظيمة، وفتحوا بلاداً كثيرة.
ثم إن محموداً سلطان المسلمين أطلق ملك الهند احتقاراً له واستهانة به، ليراه أهل مملكته والناس في المذلة، فحين وصل جيبال إلى بلاده ألقى نفسه في النار التي يعبدونها من دون الله فاحترق، لعنه الله.
وفي ربيع الأول منها ثارت العوام على النصارى ببغداد، فنهبوا كنيستهم التي بقطيعة الدقيق وأحرقوها، فسقطت على خلق فماتوا، وفيهم جماعة من المسلمين رجال ونساء وصبيان.
وفي رمضان منها قوي أمر العيارين، وكثرت العملات ونهبت بغداد وانتشرت الفتنة.
قال ابن الجوزية: وفي ليلة الاثنين منها ثالث القعدة انقض كوكب أضاء كضوء القمر ليلة التمام، ومضى الشعاع وبقي جرمه يتموج نحو ذراعين في ذراعين في رأي العين، ثم توارى بعد ساعة.
وفي هذا الشهر قدم الحجاج من خراسان إلى بغداد ليسيروا إلى الحجاز، فبلغهم عيث الأعراب في الأرض بالفساد، وأنه لا ناضر لهم ولا ناظر ينظر في أمرهم، فرجعوا إلى بلادهم، ولم يحج من بلاد المشرق أحد في هذه السنة.
وفي يوم عرفة منها ولد لبهاء الدولة ابنان توأمان فمات أحدهما بعد سبع سنين، وأقام الآخر حتى قام بالأمر من بعد أبيه، ولقب شرف الدولة.
وحج المصريون فيها بالناس.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق