إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 12 مايو 2015

2634 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الشريف الرضي


2634

البداية والنهاية ( ابن كثير )

 الشريف الرضي


محمد بن الطاهر أبو أحمد الحسين بن موسى أبو الحسن العلوي، لقبه بهاء الدولة بالرضي، ذي الحسبتين، ولقب أخاه المرتضى ذي المجدين، ولي نقابة الطالبيين ببغداد بعد أبيه، وكان شاعراً مطبقاً سخياً جواداً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 12/5‏)‏

وقال بعضهم‏:‏ كان الشريف في كثرة أشعاره أشعر قريش، فمن شعره المستجاد قوله‏:‏

اشتر العز بما شـء * ـت فما العز بغال

بالقصار إن شيءـ * ـت أو بالسمر الطوال

ليس بالمغبون عقلاً * من شرى عزاً بمال

إنما يذخر الما * ل لحاجات الرجال

والفتى من جعل الأموا * ل أثمان المعالي

وله أيضاً‏:‏

يا طائر البان غريداً على فنن * ما هاج نوحك لي يا طائر البان

هل أنت مبلغ من هام الفؤاد به * إن الطليق يؤدي حاجة العاني

جناية ما جناها غير متلفنا * يوم الوداع وواشوقي إلى الجاني

لولا تذكر أيام بذي سلم * وعند رامة أو طاري وأوطاني

لما قدحت بنار الوجد في كبدي * ولا بللت بماء الدمع أجفاني

وقد نسب إلى الرضي قصيدة يتمنى فيها أن يكون عند الحاكم العبيدي، ويذكر فيها أباه ويا ليته كان عنده، حين يرى حاله ومنزلته عنده، وأن الخليفة لما بلغه ذلك أراد أن يسيره إليه ليقضي أربه ويعلم الناس كيف حاله‏.‏

قال في هذه القصيدة‏:‏

ألبس الذل في بلاد الأعاد * ي وبمصر الخليفة العلويّ‏!‏

وأبوه أبي ومولاه مولا * ي إذا ضامني البعيد القصيّ

إلى آخرها، فلما سمع الخليفة القادر بأمر هذه القصيدة انزعج وبعث إلى أبيه الموسوي يعاتبه، فأرسل إلى ابنه الرضي فأنكر أن يكون قالها بالمرة، والروافض من شأنهم التزوير‏.‏

فقال له أبوه‏:‏ فإذا لم تكن قلتها فقل أبياتاً تذكر فيها أن الحاكم بمصر دعيّ لا نسب له‏.‏

فقال‏:‏ إني أخاف غائلة ذلك، وأصرّ على أن لا يقول ما أمره به أبوه‏.‏

وترددت الرسائل من الخليفة إليهم في ذلك، وهم ينكرون ذلك حتى بعث الشيخ أبا حامد إلاسفرايني والقاضي أبا بكر إليهما، فحلف لهما بالأيمان المؤكدة أنه ما قالها، والله أعلم بحقيقة الحال‏.‏

توفي في خامس المحرم منها عن سبع وأربعين سنة، وحضر جنازته الوزير والقضاة، وصلى عليه الوزير ودفن بداره بمسجد الأنباري، وولي أخوه المرتضى ما كان يليه، وزيد على ذلك أشياء ومناصب أخرى، وقد رثى الرضي أخاه بمرثاة حسنة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 12/6‏)‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق