إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 2 مايو 2015

2528 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر ابن بطة عبيد الله بن محمد


2528

البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر

 ابن بطة عبيد الله بن محمد


ابن حمران، أبو عبد الله العكبري، المعروف بابن بطة، أحد علماء الحنابلة، وله التصانيف الكثيرة الحافلة في فنون من العلوم، سمع الحديث من البغوي وأبي بكر النيسابوري وابن صاعد وخلق في أقاليم متعددة، وعنه جماعة من الحفاظ، منهم أبو الفتح بن أبي الفوارس، والأزجي والبرمكي، وأثنى عليه غير واحد من الأئمة‏.‏

وكان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقد رأى بعضهم رسول الله، فقال‏:‏ يا رسول الله قد اختلفت عليّ المذاهب‏.‏

فقال‏:‏ عليك بأبي عبد الله بن بطة‏.‏

فلما أصبح ذهب إليه ليبشره بالمنام فحين رآه بن بطة تبسم إليه وقال له - قبل أن يخاطبه - صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات‏.‏

وقد تصدى الخطيب البغدادي للكلام في ابن بطة والطعن عليه، وفيه بسبب بعض الجرح في ابن بطة الذي أسنده إلى شيخه عبد الواحد بن علي الأسدي المعروف بابن برهان اللغوي، فانتدب ابن الجوزي للرد على الخطيب والطعن عليه أيضاً بسبب بعض مشايخه والانتصار لابن بطة، فحكى عن أبي الوفا بن عقيل أن ابن برهان كان يرى مذهب مرجئة المعتزلة، في أن الكفار لا يخلدون في النار، وإنما قالوا ذلك لأن دوام ذلك إنما هو التشفي ولا معنى له هنا مع أنه قد وصف بأنه غفور رحيم، وأنه أرحم الراحمين‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 11/ 369‏)‏

ثم شرع ابن عقيل يرد على ابن برهان‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ فكيف يقبل الجرح من مثل هذا ‏!‏‏؟‏‏.‏

ثم روى ابن الجوزي بسنده عن ابن بطة أنه سمع المعجم من البغوي، قال‏:‏ والمثبت مقدم على النافي‏.‏

قال الخطيب‏:‏ وحدثني عبد الواحد بن برهان قال‏:‏ ثنا محمد بن أبي الفوارس روى عن ابن بطة، عن البغوي، عن أبي مصعب، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏طلب العلم فريضة على كل مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

قال الخطيب‏:‏ وهذا باطل من حديث مالك، والحمل فيه على ابن بطة‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ والجواب عن هذا من وجهين‏:‏

أحدهما أنه وجد بخط ابن برهان‏:‏ ما حكاه الخطيب في القدح في ابن بطة وهو شيخي أخذت عنه العلم في البداية‏.‏

الثاني‏:‏ أن ابن برهان قد تقدم القدح فيه بما خالف فيه الإجماع، فكيف قبلت القول في رجل قد حكيت عن مشايخ العلماء أنه رجل صالح مجاب الدعوة، نعوذ بالله من الهوى‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق