إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 فبراير 2015

2848 سِيَرُ أعْلام النبَلاء ( الإمام الذهبي ) 186 - المَنْجَنِيْقِيُّ، أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ صَابِرِ بنِ بَرَكَاتٍ


2848

سِيَرُ أعْلام النبَلاء ( الإمام الذهبي )

186 - المَنْجَنِيْقِيُّ، أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ صَابِرِ بنِ بَرَكَاتٍ


الأَجَلُّ، الأَدِيْبُ، نَجْمُ الدِّيْنِ، أَبُو يُوْسُفَ يَعْقُوْبُ بنُ صَابِرِ بنِ بَرَكَاتٍ الحَرَّانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الشَّاعِرُ.
وُلِدَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي مَنْصُوْرٍ ابْنِ الشِّطْرَنْجِيِّ، وَأَبِي المُظَفَّرِ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ، فَطوَّلَ تَرْجَمَتَهُ، وَقَالَ: كَانَ جُندِيّاً مُقَدَّماً عَلَى المِنْجَنِيْقيِّينَ، مُغرَى بِآدَابِ السَّيْفِ وَالسِّلاَحِ، بَرعَ فِي ذَلِكَ، وَصَنَّفَ فِي سَيَاسَةِ المَمَالِكِ كِتَابَهُ فِي الحُرُوْبِ وَتَعْبِئَتِهَا، وَفَتحِ الثُّغُوْرِ، وَبِنَاءِ المعَاقلِ، وَالفُروسيَّةِ، وَالحيلِ، وَكَانَ كَيِّساً، طَيِّبَ المُحَاوَرَةِ، مُتودِّداً، سَائِرَ النّظمِ، مَدحَ الخُلَفَاءَ، وَكَانَ ذَا رُتْبَةٍ عِنْدَ النَّاصِرِ لِدِيْنِ اللهِ...، إِلَى أنْ قَالَ القَاضِي:
مَا زِلْتُ مَشغُوَفاً بِشِعرِهِ، مُسْتَعذِباً أُسلوبَهُ، وَلَمْ أَرَهُ، وَهُوَ القَائِلُ:
كَلِفْتُ بِعِلْمِ المِنْجَنِيْقِ وَرَمْيِهِ * لِهَدْمِ الصَّيَاصِي وَافْتِتَاحِ المَرَابِطِ
وَعُدْتُ إِلَى فَنِّ القَرِيضِ لِشَقْوَتِي * فَلَمْ أَخْلُ فِي الحَالَيْنِ مِنْ قَصْدِ حَائِطِ
وَلَهُ:
وَجَارِيَةٍ مِنْ بَنَاتِ الحبوش * بِذَاتِ جُفُوْنٍ صِحَاحٍ مِرَاضِ
تَعَشَّقْتُهَا لِلتَّصَابِي فَشِبْتُ * غَرَاماً وَمَا كُنْتُ بِالشَّيْبِ رَاضِي
وَكُنْتُ أُعَيِّرُهَا بِالسَّوَادِ * فَصَارَتْ تُعَيِّرُنِي بِالبَيَاضِ
وَلَهُ:
قَدْ لَبِسَ الصُّوْفَ لِتَرْكِ الصَّفَا * مَشَايِخُ الوَقْتِ لِشُرْبِ العَصِيرْ
الرَّقْصُ وَالأَمْرَدُ مِنْ شَأْنِهِم * شَرٌّ طَوِيْلٌ تَحْتَ ذَيْلٍ قَصِيرْ
تُوُفِّيَ: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. (22/311)

187 - ابْنُ زَرْقُوْنَ، مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ


شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابْنُ الإِمَامِ الكَبِيْرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، الإِشْبِيْلِيُّ، ابْنُ زَرْقُوْنَ.
حَمَلَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَابْنِ الجَدِّ، وَأَبِي العَبَّاسِ بن مَضَاءَ، وَطَائِفَةٍ.
وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ، وَصَنَّفَ كِتَابَ (المُعَلَّى فِي الرَّدِّ عَلَى المُحَلَّى).
قِيْلَ: لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي مَرْوَانَ بنِ قُزْمَانَ، وَقَدِ امتُحِنَ وَقُيِّدَ وَسُجِنَ بَعْدَ أَنْ عَزَمُوا عَلَى قَتْلِهِ لِكَوْنِهِ مُنِعَ مِنْ إِقْرَاءِ الفِقْهِ؛ فَإِنَّ صَاحِبَ الغَرْبِ يُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ مَنَعَ مِنْ قِرَاءةِ الفُرُوْعِ جُمْلَةً، وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ، وَأَلْزَمَ النَّاسَ بِأَخْذِ الفِقْهِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَنِ عَلَى طرِيقَةِ أَهْلِ الظَّاهِرِ، فَنَشَأَ الطَّلَبَةُ عَلَى هَذَا بِالمَغْرِبِ مِنْ بَعْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.

وَكَانَ القَاضِي أَبُو الحُسَيْنِ أَدِيْباً، لَهُ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ، وَكَانَ كَامِلَ العَقْلِ، رَيِّضَ المِزَاجِ، قَلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مِثْلَهُ، ظَفِرَ السُّلْطَانُ بِهِ وَبِعَالِمٍ آخَرَ يُقْرِئَانِ الفُرُوْعَ، فَأُخِذَا وَأُجْلِسَا لِلْقَتْلِ صَبْراً، ثُمَّ قُيِّدا وَسُجِنَا بَعْدَ سَنَةِ تِسْعِيْنَ، ثُمَّ مَاتَ رَفِيْقُهُ، وَطَالَ هُوَ حَبْسُهُ، وَشَدَّدَ ابْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ فِي ذَلِكَ، عَلَى أَنَّ مَنْ وَجَدَ عِنْدَهُ وَرقَةً مِنَ الفُرُوْعِ قُتِلَ دُوْنَ مُرَاجَعَتِهِ، وَخُطِبَ بِذَلِكَ خُطَباً، فَانْظُرْ إِلَى هَذِهِ البَليَّةِ، وَأُحْرِقَتْ كُتُبُ المَذْكُوْرَيْنِ.
وَلأَبِي الحُسَيْنِ كِتَابُ (فِقْهِ حَدِيْث بَرِيرَةَ)، وَكِتَابُ (قطب الشَّرِيعَةِ).
رَوَى عَنْهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ.
وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ نَحْوُ التِّسْعِيْنَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ شُرَيْحَ بنَ مُحَمَّدٍ. (22/312)

188 - يَاقُوْتٌ، شِهَابُ الدِّيْنِ الرُّوْمِيُّ مَوْلَى عَسْكَرٍ الحَمَوِيِّ


الأَدِيْبُ الأَوحدُ، شِهَابُ الدِّيْنِ الرُّوْمِيُّ، مَوْلَى عَسْكَرٍ الحَمَوِيِّ، السَّفَّارُ، النَّحْوِيُّ، الأَخْبَارِيُّ، المُؤَرِّخُّ.
أَعتقَهُ مَوْلاَهُ، فَنسخَ بِالأُجرَةِ، وَكَانَ ذَكِيّاً، ثُمَّ سَافرَ مضَاربَةً إِلَى كيش، وَكَانَ مِنَ المُطَالَعَةِ قَدْ عَرفَ أَشيَاءَ، وَتَكلَّمَ فِي بَعْضِ الصَّحَابَةِ، فَأُهِينَ وَهَرَبَ إِلَى حَلَبَ، ثُمَّ إِلَى إِرْبِلَ وَخُرَاسَانَ، وَتَجرَ بِمَرْوَ وَبِخُوَارِزْمَ، فَابْتُلِيَ بِخُرُوْجِ التَّتَارِ، فَنَجَا بِرَقَبَتِهِ، وَتوصَّلَ فَقيراً إِلَى حَلَبَ، وَقَاسَى شَدَائِدَ، وَلَهُ كِتَابُ (الأُدَبَاءِ) فِي أَرْبَعَةِ أَسفَارٍ، وَكِتَابُ (الشُّعَرَاء المُتَأَخِّرِيْنَ وَالقُدَمَاءِ)، وَكِتَابُ (مُعْجَم البُلْدَانِ)، وَكِتَابُ (المشترك وَضَعاً، وَالمُخْتَلِف صقعاً) كَبِيْرٌ مُفِيْدٌ، وَكِتَابُ (المَبدَأِ وَالمآلِ فِي التَّارِيْخِ)، وَكِتَابُ (الدُّوَلِ)، وَكِتَابُ (الأَنسَابِ)، وَكَانَ شَاعِراً مُتَفَنِّناً، جَيِّدَ الإِنشَاءِ، يَقُوْلُ فِي خُرَاسَان:
وَكَانَتْ - لَعَمْرُ اللهِ - ذَاتَ رِيَاضٍ أَرِيضَةٍ، وَأَهويَةٍ صَحِيْحَةٍ مَرِيْضةٍ، غَنَّتْ أَطْيَارُهَا، وَتَمَايلَتْ أَشجَارُهَا، وَبكَتْ أَنْهَارُهَا، وَضحِكَتْ أَزهَارُهَا، وَطَابَ نَسِيمُهَا، فَصحَّ مِزَاجُ إِقليمِهَا، أَطفَالُهُم رِجَالٌ، وَشبَابُهُم أَبْطَالٌ، وَشُيُوْخُهُم أَبْدَالٌ، فَهَانَ عَلَى مَلِكِهِم ترك تِلْكَ المَمَالِكِ. (22/313)
وَقَالَ: يَا نَفْسُ الهَوَا لَكِ، وَإِلاَّ فَأَنْتِ فِي الهَوَالِكِ.
إِلَى أَنْ قَالَ: فَمررتُ بَيْنَ سُيوفٍ مَسْلُوْلَةٍ، وَعَسَاكِرَ مغلولَةٍ، وَنظَامِ عقودٍ مَحْلُوْلَةٍ، وَدِمَاءٍ مَسكُوبَةٍ مطلولَةٍ، وَلَوْلاَ الأَجَلُ لأُلْحِقْتُ بِالأَلفِ أَلفٌ أَوْ يَزِيدُوْنَ.
تُوُفِّيَ: فِي العِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، عَنْ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً، وَوَقَفَ كتبَهُ بِبَغْدَادَ عَلَى مَشهدِ الزَّيْدِيِّ، وَتوَالِيفُهُ حَاكمَةٌ لَهُ بِالبَلاغَةِ وَالتَّبحُّرِ فِي العِلْمِ، اسْتوفَى ابْنُ خَلِّكَانَ تَرْجَمَتَهُ وَفَضَائِلَهُ. (22/314)

189 - ابْنُ قُنَيْدَةَ، المُهَذَّبُ بنُ عَلِيِّ بن هِبَةِ اللهِ الأَزَجِيُّ


الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ، أَبُو نَصْرٍ المُهَذَّبُ بنُ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ، ابْنُ قُنَيْدَةَ الأَزَجِيُّ، الخَيَّاطُ، المُقْرِئُ.
سَمِعَ: (صَحِيْحَ البُخَارِيِّ)، وَكِتَابَي (عَبْدٍ) وَ(الدَّارِمِيِّ)، وَ(جُزءَ أَبِي الجَهْمِ) مِنْ أَبِي الوَقْتِ.
وَسَمِعَ: (مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ) مِنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَسَمِعَ: الجُزْءَ الثَّالِثَ مِنْ (مُسْنَدِ مَالِكٍ) لِلنَّسَائِيِّ مِنَ القَاضِي عَبْدِ القَاهِرِ.
أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الوَكِيْلُ، أَخْبَرْنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الأَسيوطِيُّ، عَنْهُ.
وَسَمِعَ: كِتَابَ (القنَاعَة) لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ أَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِّيِّ، بِفوتٍ مِنْ آخِرِهِ، وَسَمِعَ مِنَ العَوْنِ الوَزِيْرِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَالسَّيْفُ ابنُ المَجْدِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الوَاسِطِيِّ، وَأَبُو الفَرَجِ ابْنُ الزَّيْنِ، وَالعِمَادُ ابْنُ الطَّبَّالِ، وَآخَرُوْنَ، وَأَسْمِعَتُهُ صَحِيْحَةٌ.
مَاتَ: فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الثَّمَانِيْنَ.

190 - ابْنُ وَرْدَانَ، عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقٍ العَامِرِيُّ


مُفِيْدُ المِصْرِيِّينَ، الإِمَامُ، أَبُو المَيْمُوْنِ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَتِيقِ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ وَرْدَانَ العَامِرِيُّ، المِصْرِيُّ، المَالِكِيُّ.
تَلاَ بِالسَّبْعِ عَلَى جَمَاعَةٍ.
وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ بَرِّيٍّ النَّحْوِيِّ، وَخَلْقٍ.
مَاتَ: سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ. (22/315)


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق