إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

448 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:


448

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:

في عصر الحروب الصليبية اهتم الدعاة المسلمون في جهودهم الدعوية المباركة الموجهة إلى النصارى بجانب الأساليب اهتماماً كبيراً حيث ظهر ذلك جلياً من خلال تنوع هذه الأساليب وتعدد أشكالها واختلاف عرضها ().

1-الأساليب العقلية:

ر-أسلوب المقارنة:

هو قرن النظر إلى قضيتين لإبراز وجوه التفاضل بينهما ()وكان هذا الأسلوب من الأساليب العقلية المستخدمة من قبل العلماء المسلمين في جهودهم الدعوية الموجهة إلى النصارى في هذه الفترة ومن ذلك مثلاً : مقارنة القرطبي حفظ الله سبحانه وتعالى للقرآن وعناية الأمة مقابل تبديل التوراة والإنجيل وتحريفهما واختلاطهما بالكذب والدجل والتزوير على الله سبحانه وتعالى وأنبيائه الكرام حيث عرض القرطبي نماذج من التحريف فيهما وعلق على ذلك بقوله: .. وكتابنا منزه عن أمثال تلك الآفات، فإن الله تولى حفظه، وأجزل من كل صيانة حظه، فصار بنظمه الذي لا يقدر الجن والإنس على آية منه، فلا يختلط به كلام متكلم، ولا يقبل وهم متوهم إذ ليس من جنس كلام البشر وهو معـدود الآي والسـور، ثم صانه بأنه يسره للحفظ والاستظهار فيستوي في نقله الكبار والصغار ()، وبعد هذه المقارنة التي وضعها القرطبي أمام صاحب كتاب تثليث الوحدانية قال: فأين اللؤلؤ من الخذف والياقوت من الصدف ()وفي موضع آخر قارن القرطبي بين حال النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته وصموده أمام قريش وتحمله الأذى وصبره على الشدائد في سبيل تبليغ الدعوة وبين حال المسيح – وهو إله بزعم النصارى – وأنه لما استشعر وثوب اليهود عليه قال: قد جزعت نفسي الآن، فماذا أقول يا أبتاه؟ فسلمني من هذا الوقت، وأنه كذلك لما رفع على خشبة الصلب صاح صياحاً عظيماً: إلهي إلهي لما أسلمتني وتركتني ()وقد علق القرطبي على ذلك بقوله: فتأمل إن كنت منصفاً فرق ما بين نبينا عليه السلام وبين ما يحكيه النصارى عن المسيح في إنجيلهم ()، ولا شك أن هاتين الصورتين – وعرضهما في وقت واحد – صورة النبيّ صلى الله عليه وسلم وشجاعته وصبره وعدم جزعه وصورة المسيح – ابن الإله بزعم النصارى – وقد خار وجزع تدعو النصراني إلى التدبر والتفكير، كيف أن من يتصف بالألوهية يجزع ويضعف أمام أعدائه في مقابل من يدعي النبّوة كيف يصبر ويواجه أعداءه بشجاعة في سبيل تبليغ دعوته، فهذه الصورة الحسنة للنبي صلى الله عليه وسلم في مقابل الصورة السيئة للمسيح – حسب اعتقاد النصارى – ربما توقظ في نفس النصراني، تساؤلات كثيرة تدعوه إلى إعادة النظر فيما هو عليه وربما تقوده إلى الإسلام.

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق