إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

419 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: خامساً:أهم الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية: 4-دعوى انتشار الإسلام بالسيف:


419

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

خامساً:أهم الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية:

4-دعوى انتشار الإسلام بالسيف:

من أقد الشبه التي أثارها أعداء الإسلام وما زالوا يثيرونها انتشاره بالسيف، وقد علقوا عن أهداف الجهاد والسامية في الإسلام والتي منها، رداً اعتداء المعتدين على المسلمين، وإزالة الحجب والحواجز والعراقيل التي تقف أمام الدعوة الإسلامية كي لا تصل إلى، وحراسة الدين وحمايته من أهل الباطل، وتأديب ناكثي العهد من المعاهدين وإغاثة المظلومين والمستضعفين من المسلمين() وفي عصر الحروب الصليبية كان من ضمن أثارة النصارى ضد الإسلام دعوى انتشاره بالسيف، إذ قال أحد قساوستهم في رسالة له إلى أبي عبيدة الخزرجي : ... ودين الصليب فشا في الأرض دون سيف ولا قهر، ودينكم إنما ظهر بالسيف والقهر في الأرض ()
وقد تصدى علماء المسلمين للرد على النصارى في هذه الدعوى وكان ذلك على النحو التالي:

أ-بيان أن انتشار النصرانية ما كان إلا بسبب القتال ولولا ذلك لما بقي منها أثر قال الخزرجي حول ذلك في رده على أحد قساوسة النصارى: ... فكأنك قد غفلت عما كتبه مؤرخوكم وغيرهم من أن ابتداء دينكم إنما كان بأسباب القتال مع اليهود وكنتم تحرقونهم بالنيران، وتغرقونهم في البحار وتعملون فيهم جميع أنواع الذل والهوان ولولا ذلك لم يبق لكم اليهود أثراً (). وقال القرافي حول هذه الشبهة من قبل النصارى : فلو التزموا شريعتهم في المسألة لم تقم لهم قائمة، ولم يبق منهم باقية ().
ب-أن النصارى في واقع أمرهم مخالفون لشريعتهم التي تحثهم على الصلح والمسالمة وعدم القتال والابتعاد عن المنازعة إلى أن تقوم الساعة حيث أورد الخزرجي نصوصاً من الإنجيل في ذلك منها: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً (). وقوله: ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضاً، ومن سخرك ميلاً واحداً فأذهب معه اثنين.. أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم ()، ثم عقب الخزرجي على ذلك بقوله: .. ومع ذلك فإنا نراكم – أي النصارى – أشد الناس تكالباً وحرصاً على القتل والقتال وبسط الأيدي الاعتساف في أقطار الأرض، تقتلون النفوس وتسلبون الأموال .. مع تحريم إنجيلكم ذلك عليكم وإيجابه الاستسلام لأعدائكم، ومن استحل حرمات الله تعالى فهو أشد الناس كفراً بالله وكتبه وأحكامه وقال القرطبي في مناقشة لهذه الدعوى : وأعجب من ذلك   - أي دعواهم انتشار الإسلام بالسيف – تلبسهم بالقتال والإكثار منه أبد الدهر إلى اليوم، وهم مع ذلك يّدعون أن القتال غير مشروع لهم ويذمون الشريعة التي جاءت به، فهم قد ناقضت أفعالهم أقوالهم وشهدت على كذبهم أحوالهم ().

ج-إن كان القتال في الإسلام عيباً فهو كذلك في الأمم السابقة:
إذ قال الخزرجي في مناقشة للقسيس النصراني حول هذه الدعوى فإن كنت قلت ذلك لتعيب به الإسلام، فإنك عبت موسى بن عمران ويوشع بن نون ومن قبلهما ومن بعدهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإنهم حاربوا الأمم الطاغية ببلادهم ().

د-إن القتال سنة أهل الحق مع أهل الضلال والمسلمون على هذه السنة حيث وضح كل من الخزرجي والقرافي ذلك، ومن ثم فالقتال من مناقب المسلمين وحسناتهم، لا من معائبهم وسيئاتهم ().

ه -إن الجهاد في الإسلام من أسباب حماية الدعوة: حيث وضح الخزرجي ذلك بأن النبيّ صلى الله عليه وسلم ظل في قومه زمناً يدعوهم إلى عبادة الله وحده ونبذ الأصنام والأوثان فحاربه قومه وآذوه وضيقوا عليه وأصحابه، فكان الجهاد رافعاً لهذا الأذى ومكسباً قوة وهيبة للمسلمين، وممكناً لدعوة الحق، وبسبب عدم وجود ذلك في النصرانية فإن الدين الصحيح الذي جاء به المسيح عليه السلام ظل أهله مستضعفين بعده فترة فتلاشى وحرف وبدل، وما عليه النصارى اليوم إنما أفشاه قسطنطنين ابن هلانة بالقهر والغلبة ()، فكان عدم تشريع الجهاد في بداية النصرانية من أسباب ضعفها ومن ثم تحريفها وتبديلها.

و-إن القتال في الإسلام لا يكون إلا بعد قيام الحجة: حيث وضح ابن المتطبب أن جهاد النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد صبر دام أكثر من ثلاثة عشرة سنة من الدعوة باللين وإقامة الحجة، ثم كان الأمر بالقتال بعد ظهور المعجزة، وقيام الحجة، ووضوح الدلالة وما كان إشهار السيف أبداً إلا بعد الإنذار والإعذار ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق