إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

418 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: خامساً:أهم الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية: 3-شبهات تعدد الزوجات في الإسلام:


418

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

خامساً:أهم الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية:

3-شبهات تعدد الزوجات في الإسلام:

وفي عصر الحروب الصليبية كان من ضمن كتاب لأحد القساوسة النصارى إلى أبي عبيد الخزرجي الإشارة إلى أن المسلمين خالفوا فعل آدم عليه السلام أبي البشر الذي لم تكن له إلا زوجة واحدة، وخالفوا التوراة وذلك بإباحة التعدد وقد أشار القرطبي إلى تعريض أحد كبارهم بإباحة التعدد في الإسلام بقول هذا النصراني عن النبي صلى الله عليه وسلم : ... ثم أمر بالإكثار من النساء ورخص في طلاقهن، وأحل تزويج المطلقات الفاجرات (). وقد كان رد بعض العلماء المسلمين في عصر الحروب الصليبية على هذه الشبهة على النحو التالي:

أ- التعدد تشريع إلهي يجب التسليم له حيث قال الخزرجي: فإن الذي أمرنا الله به من النكاح، وسن لنا الطلاق ليس لعاقل انتقاده لن قبولنا لذلك إنما هو بعد ثبوت الأصل ()وقال القرطبي في رده على أحد قساوسة الأندلس : فذلك – أي التعدد – ما لا ينبغي أن ينكره أحد من العقلاء، فإنه من مجوزات العقول وقد ورد بذلك الشرع الصادق المنقول ().

ب- إن التعدد كان لدى بني إسرائيل ونصت عليه التوراة، بل إن فيها الجمع بين القريبات المحرم الجمع بينهن في الإسلام، قال القرطبي في رده على القسيس النصراني: .. ألم يجئ في التوراة أن إبراهيم كانت له سارة وهاجر، وكذلك ما ورد فيها أن يعقوب بين ليئة وراجيل، وقد ثبت أيضاً أن سليمان كانت لها مائة امرأة أو تسعة وتسعون () ثم ألزم القرطبي هذا النصراني بما لا مفر له منه وذلك بقوله: فإن كذبتم شرعنا لأجل أنه اشتمل على جواز نكاح نساء كثيرة فلتكذبوا بنبوةّ إبراهيم ويعقوب وسليمان ولا فرق بين نبيّنا وبين هؤلاء الأنبياء في أن كل واحد منهم رسول يبلغ حكم الله ().

ج- أن التعدد ليس فيه مخالفة لفعل آدم أبي البشر، حيث وضح الخزرجي أن اقتصار آدم عليه السلام على زوجة واحدة ضرورة لعدم وجود أخرى، ولذلك زوج ابنه بنته ().

د- أن التعدد فيه من الحكم العظيمة ما يجل عن الحصر، حيث أشار القرطبي إلى جانب من هذه الحكم والتي من أعظمها تكثير النسل، وعمارة الدنيا بالذرية الصالحة ().

ه - أن التعدد في الإسلام مشروط بالعدل بين الزوجات فبعد أن وضح ابن الجوزي بعض أحكام التعدد في تفسير قوله تعالى : "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" (النساء، آية:3). قال ".. فإن خفتم ألا تعدلوا بين هؤلاء الأربع فانكحوا واحدة(). وهكذا بين العلماء المسلمون في هذه الفترة أن تعدد الزوجات تشريع إلهي ليس في الإسلام فحسب، بل ولدي الأنبياء السابقين، وأبطلوا كذلك ما تعلق به النصارى من شبه حول هذا الأمر القصد منها تشويه الدين الإسلامي والتنفير منه ليظهر جلياً عناد النصارى في هذا الأمر وانحرافهم عن الفطرة البشرية والسنة الإلهية اتباعاً لأهوائهم وطاعة لكبرائهم ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق