إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

404 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثالثا:مناقشة عقائد النصارى: 3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:


404

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثالثا:مناقشة عقائد النصارى:

3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:

وقد وضح العلماء بعض الأدلة العقلية في نفي بنوة المسيح لله عز وجل والتي منها:

- عجز المسيح عليه السلام عن المدافعة عن نفسه حينما أراد به أعداؤه كيداً حيث وضح الرازي أنه لو كان إلها أو ابن إله، أو كان جزء من الإله حالاً فيه لم يهلك أعداءه المتربصين به مع قدرته على ذلك، وأي حاجة إلى إظهار الجزع واحتمال الألم والتعرض للإهانة ()، بل أين والده عنه وهو القادر على كل شيء، حيث ساق القرافي أبيات شعرية ضمن مناقشته للنصارى متسائلاً فيها عن ضعف ابن الإله وعدم مدافعة والده عنه:

عجبي للمسيح بين النصارى
          
    وإلى أي والد نسبوه
      
أسلموه إلى اليهود وقالوا
              
    إنهم بعد قتله صلبوه
      
وإذا كان ما يقولون حقاً
          
    وصحيحاً فأين كان أبوه()
   

- ولعجز المسيح وهو ابن الله بزعم النصارى عن المدافعة عن نفسه، فالأولى لهم عقلاً أن يعبدوا عدوه الذي استطاع بزعمهم قتله وصلبه، فهم يقولون: إن المسيح بعد إيذائه وقتله وقيامه من بين الأموات صعد ليجلس على يمين أبيه يستريح ثم سيعود لمحاربة عدوه (). وعلق القرافي على ذلك قائلاً:.. وما أجدرهم بأن يعبدوا الآن عدوه ويتركوه فإن الغلب الآن لعدوه والمتوقع في المستقبل لا يدري كيف هو، ولعل الكسرة في النوبة الثانية تكون أعظم ().

- أن المسيح وهو ابن الله بزعم النصارى معترض على قضاء الله متبرم من لقائه وهو أولى الناس بالرضاء والرغبة في لقاء الله، إذ وضع القرافي أن النصارى مقرين أن المسيح تألم وتبرم عند قتله وصلبه وقال: إلهي إلهي لم خذلتني ()ويعتقدون أنه نزل ليصلب إيثاراً للعالم بنفسه تخليصاً لهم من الشيطان ورجسه، ثم تساءل القرافي: كيف لا يرضى ابن الله بقضاء الله، وهو سوف يذهب للقاء والده، فينبغي أن يكون ولد الرب الأثبت عند المصائب، والأكثر رغبة في لقاء والده ().

- وقد نفى نصر بن يحي المتطبب بنوة المسيح عليه السلام لله سبحانه وتعالى باعتراضه على النصارى من خلال أمانتهم التي يعتقدونها إذ يقولون فيها: إن المسيح مولود من أبيه أزلي.. وأنه خالق الخلائق كلها..، فإذا كان الأمر كما يقول النصارى، فالمسيح ليس أزلياً، لأنه حادث بولادته، وإذا كان هو خالق الخلائق كلها، فأي فضل للأبَ على الابن ().

- وقد عمل العلماء على إبطال بنوة المسيح لله سبحانه من خلال تفنيد أدلة النصارى على ذلك، فقد استدل النصارى على بنوة المسيح لله ولد من غير أب، وقد ورد القرافي على ذلك بأن الأولى إثباتها لآدم لأنه وجد من غير أب، ولم يباشر الأرحام، ولا تطور في أطوار البشر ().

- وقد بين العلماء إبطال نبوة المسيح من خلال إيضاح المعنى الصحيح للبنوة والأبوة اللتين وردتا في كتب النصارى: فبعد أن أورد الجعفري مجموعة من النصوص التي فيها لفظة البنَّوة كما في النصوص السابقة وضح أنه إن كان النقل لها فاسداً فلا بنوّة، وإن صح فإن معناها العبودية والخدمة والاجتباء والاصطفاء، فقول الله في الإنجيل: "هذا ابني" أي عبدي: والدليل أنها لم ترد في كتب النصارى في الغالب إلا مقرونة بالعبودية والخدمة، وإن وردت مطلقة فيحمل المطلق على المقيد، مثال ذلك في التوراة قول الله تعالى: "يا موسى قل لفرعون : يقول لك الرب الإله: إسرائيل ابني بكري، أرسله يعبدني ()، ففسر البنوة بالعبودية (). ووضح القرافي أن معنى الأبوة لله إحسانه لخلقه إحسان الآباء للأبناء وهو المراد من قول المسيح: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم. والأبوة على هذا المعنى أمر مشترك بين عيسى وبقية الخلق وهو معنى قول اليهود في القرآن: "نحن أبنؤا الله وأحبّؤهُ" المائدة، الآية : 18). ثم إن النصارى يحكمون بأبوة الولادة بصدر الكلام وهو قوله: أبي، ويعقلون عن قوله: وأبيكم، وعن قوله: وإلهي وتصريحه عليه السلام بأنه مخلوق مربوب، له إله يعبده ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق